المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهاد النفس


روح الهداية
16-02-2008, 01:42 PM
إن النفس لأمارة بالسوء، ولهذا أمر الإسلام وعنى بها على أن جعل أعظم جهاد هو جهاد النفس، فعلى الإنسان أن يكابد ويعالج نفسه، بحيث لا يتبع أهواءه ولا شهواته فيصبر عند الصلاة فالله تعالى يقول:" وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" والجميل في الأمر قول الله تعالى:" وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" لهذا فعلى المؤمن أن يستبشر كونه يريد أن يصل إلى غاية وهدف وهو حب الله تعالى، فإن الله تعالى سوف يعينه، وفي علم النفس، الإنسان لا يصبح لديه عادة حتى يقوم بها لأكثر من ثلاثة أسابيع، فهذا ما نراه في صيامنا، نحن نصوم لمدة ثلاثة أسابيع استعدادا لأيام العشر الأواخر، والله سبحانه وتعالى قد حث أنبياءه على عدم إتباع الهوى، ومثال على ذلك قوله تعالى وهو يخاطب الحبيب المصطفى:" وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا َ نَصِيرٍ " ويصف الله تعالى أن الكافرين قد طغت عليهم أهوائهم فهو القائل:" بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ " فعلى الإنسان الإبتعاد عن المعاصي، رضا لله تعالى، وليس على الإنسان أن يبتعد عن طيبات الحياة كأن يبتعد الراهب عن الزواج، وغيرها من الأمور التي حللت للمرء فالله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عباده بالخير، فالجهاد النفسي هو الذي يستهدف ويريد وجه الله تعالى في كل حركة وفي كل همسة على أن يعلو ويسمو في رحاب حب الإله، وجهاد النفسي هو أكبر الجهاد حيث جاء في الأثر أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عاد من أحد الغزوات:"رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفكم قبل يوم القيامة وتزينوا للعرض الأكبر:"يومئذ لا تخفى منكم خافية". عن الحسن في وصية لقمان لابنه"يا بني إن الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حرون، فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق، وإن فتر قائدها حرنت، فإذا اجتمعا استقامت. إن النفس إذا أُطعمت طعمت وإذا فوضت إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر لها فسدت. واحذر نفسك واتهمها على دينك، وأنزلها منزلة من لا حاجى له فيها، ولا بد له منها. وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره، حتى تعترف بالحق، وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق، فما أحبت منها أحب، وما كرهت منها كره".

عبدالله قائد
16-02-2008, 08:37 PM
جزاكي الله خير الجزاء

اللهم الهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا

ppu
16-02-2008, 08:40 PM
اللهم آمين
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة

روح الهداية
17-02-2008, 01:30 PM
آميين
مشكور مشرفنا عبدالله القائد
ومشرفتنا Ppu