Parse error: syntax error, unexpected '<' in /home/uaemat5/public_html/ar/aforum/showpost.php(229) : eval()'d code on line 6
منتديات الرياضيات العربية - عرض مشاركة واحدة - لثقافة المسلم : تاريخ التشريع الإسلامى
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2009, 01:03 PM   رقم المشاركة : 51
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم (243)
0 حلول تمارين المعدلات الزمنية
0 رقم ( 266 )
0 Int [ sin(ln x) . dx ]
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين هندسة للاعدادى






أحمد سعد الدين غير متصل
أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


تفوقه العلمي وجلوسه للفتيا : تفوَّقت مكانة مالك العلمية على كل أرباب الحلقات في المسجد النبوي وعرف له ‏الجميع هذه المكانة سواء كانوا من شيوخه السابقين أو من العلماء الذين عاصروه. جلس الإمام مالك للفتيا وكان ‏عمره 25 سنة تقريباَ على أصحّ الروايات ويقول عن نفسه: لم أجلس للفتيا حتى أمرني بالفتيا قرابة سبعين عالماَ، ‏وأصبح رأيه في أية قضية تُعرض أو فتواه فيها مقدَّماً على غيره مما جعل أصحاب الفتيا يتوقفون حتى قيل من غير ‏حرج: لا يُفتى ومالك في المدينة! ...‏
ومما اشتهر به مالك أنه كان يقول لجاريته إذا جاء الناس إلى بابه ليسمعوا العلم أن تسألهم: هل جئتم لسماع ‏الحديث أم ابتغاء المسائل؟ فإن قالوا جئنا للمسائل خرج إليهم وسمع منهم و أفتاهم وإن قالوا جئنا لنسمع الحديث ‏قالت الجارية تريثوا قليلاَ فتُدخلهم إلى الدار ويدخل مالك فيغتسل ويلبس أحسن ثيابه وتحديداَ البياض من الثياب ‏ويتطيَّب ثم يدخل عليهم ليروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يبكي إذا قال قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم. ‏
عاش مالك في المدينة المنورة ولم يبارحها (بخلاف كثير من العلماء) إلى أي جهة أخرى ليأخذ العلم من العلماء إذ ‏إن المدينة هي دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان العلماء هم الذين يرحلون إليها من جميع أنحاء العالم إما ‏للحج أو الزيارة أو مجالسة علماء المدينة. فكان أطيب الطِّيب عند مالك ما يفوح وينتشر من قبر المصطفى صلوات ‏الله وسلامه عليه وأرقّ النسيم ما يهبُّ حاملاً ذكريات الماضي وذكريات الوحي والنبوة والجهاد والبطولة. وبالرغم ‏من أنه لم يغادر المدينة إلا أنه اطلع على الظروف والبيئات المختلفة بسبب احتكاكه بالعلماء من جميع أنحاء العالم ‏الذين كانوا إذا قدِموا المدينة زاروه وإن لم يزوروه قدِمَ هو إليهم، يلقاهم و يتناقش معهم، لذلك اتسعت آفاقه ‏الفكرية ومداركه الاجتهادية و أقام للمصلحة التي هي محور الشريعة الإسلامية ميزاناَ دقيقاَ كما ستجد.‏
واختار دار الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود سكناً له وكأنه يريد أن يشعر على الدوام بنبضات عصر النبوة تخفق ‏مع خفقات قلبه وتتردد مع أنفاسه ويعيش يومه كله في عبق كريم وهذا التواصل الوجداني بين مالك وبين حبيبه ‏المصطفى صلى الله عليه وسلم جعله في عقله وحسه يتَّخذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أساساً ومحوراً ‏لعلمه وفقهه. ‏
كان مالك في صدر حياته فقيراَ وكان والده صانعاَ، وتفرَّغ مالك للعلم فأورثه ذلك شيئاَ من الفقر و لم تكن يومها ‏تنفق الدولة على طلبة العلم (ثم لما كان ذلك ارتاح العلماء وازدهر العلم كثيراً)، لكنه بعد ذلك استغنى إذ كان له ‏أخ يعمل بالتجارة فكان مالك إذا تجمع له مال يعطيه لأخيه ليتاجر له به ثم فتح الله عليه واستغنى فكان كثير العطاء ‏لطلبة العلم. وكان يحب أن يظهر أثر نعمة الله عز وجل عليه في ملبسه وفي مطعمه ومسكنه وصار متجملاَ في ‏مظهره وكان الذين يغشون داره من الضيوف يجدون في أطرافها المخدات للإتكاء والجلوس ويجدون كل أسباب ‏الراحة والنظافة والمظهر الأنيق في داره ولم يكن هذا عن حب للمال بل كان ينفق معظم ماله في طرق الخير تماماَ ‏كأبي حنيفة والشافعي رضي الله تعالى عنهم أجمعين. ‏
ويروى عنه في الأثر المشهور أنه قال: " ما أحب لامرىء أنعم الله عليه أن يُري أثر نعمته عليه و خاصة أهل العلم ‏‏". ‏
ويروي الشافعي أنه في إحدى زياراته لبيت الإمام مالك رأى على الباب هدايا من خيل و بغال أعجبته فقال لمالك ‏بعد أن دخل عليه: ما أحسن هذه الأفراس والبغال. فرد عليه مالك يقول: هي لك فخذها جميعاً. قال الشافعي: ألا ‏تبقي لك منها دابة تركبها؟ فقال مالك: إني لأستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ‏بحافر دابة !. إلى هذا الحد من الحساسية المفرطة في الحب والتقديس بلغ العشق في قلب مالك للمدينة التي تضم ‏أطهر الأجساد وأعظم خلق الله وأكرم الناس عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام.‏
‏ ‏

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين