Parse error: syntax error, unexpected '<' in /home/uaemat5/public_html/ar/aforum/showpost.php(229) : eval()'d code on line 6
منتديات الرياضيات العربية - عرض مشاركة واحدة - شاركونى هذه المشاعر للعبرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2009, 04:48 PM   رقم المشاركة : 2
(غصن الزيتون)
 
الصورة الرمزية أم عبد الله

من مواضيعه :
0 عتق من النار .. كل ليلة
0 الصفة المشبهة
0 الأسماء Nouns
0 برنامج للصفوفات
0 امتحان السودان 2009 لمادة الجيولوجيا والعلوم البيئ





أم عبد الله غير متصل
أم عبد الله is on a distinguished road

شكراً: 536
تم شكره 820 مرة في 491 مشاركة

افتراضي


و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته



أخى الفاضل / محسن


جزاك الله خيري الدنيا و الأخرة و نفع بك أن شاء الله





نبذه عن سورة القيامه



الترتيب في القرآن 75

عدد الآيات 40

عدد الكلمات 164

عدد الحروف 664

النزول مكية




هذه السورة الصغيرة تحتشد على القلب البشري من الحقائق والمؤثرات والصور والمشاهد ، والايقاعات واللمسات ، ما لا قبل له بمواجهته ولا التفلت منه .. تحشدها بقوة ، في أسلوب خاص ، يجعل لها طابعاً قرآنياً مميزاً ، في أسلوب الأداء التعبيري ، أو أسلوب الأداء الموسيقي ، حيث يجتمع هذا وذاك على إيقاع تأثير شعوري قوي ، تصعب مواجهته ويصعب التفلت منه .



إنها في الآيتين الأوليين منها بايقاع عن القيامة ، وإيقاع عن النفس : ( لاأقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ) ..ثم يستطرد الحديث فيها متعلقاً بالنفس ومتعلقاً بالقيامة ، من المطلع إلى الختام ، تزاوج بين النفس وبين القيامة حتى تنتهي . وكأن هذا المطلع إشارة إلى موضوع السورة . أو كأنه اللازمة الايقاعية التي ترتد إليها كل إيقاعات السورة ، بطريقة دقيقة جميلة ..

من تلك الحقائق الكبيرة التي تحشدها السورة في مواجهة القلب البشري ، وتضرب عليه حصاراً لامهرب منه ... حقيقة الموت القاسية الرهيبة التي تواجه كل حي ، فلا يملك لها رداً ، ولا يملك لها ممن حوله دفعاً . وهي تتكرر في كل لحظة ، ويواجهها الكبار والصغار ، والاغنياء والفقراء ، والأقوياء والضعاف ، ويقف الجميع منها موقفاً واحداً .. لاحيلة . ولا وسيلة . ولاقوة ، ولا شفاعة . ولادفع . ولا تأجيل .. مما يوحي بأنها قادمة من جهة عليا لايملك البشر معها شيئاً . ولا مفر من الاستسلام لها ، والاستسلام لإرادة تلك الجهة العليا .. وهذا هو الإيقاع الذي تمس به السورة القلوب وهي تقول : ( كلا ! إذا بلغت التراقي ، وقيل : من راق ؟ وظن أنه الفراق . والتفت الساق بالساق .. إلى ربك يومئذ المساق ) ..


ومن تلك الحقائق الكبيرة التي تعرضها السورة ، حقيقة النشأة الأولى ، ودلالتها علة صدق الخبر بالنشأة الأخرى ، وعلى أن هناك تدبيراً في خلق هذاالإنسان وتقديراً .. وهي حقيقة يكشف الله للناس عن دقة أدوارها وتتابعها في صنعة مبدعة ، لايقدر عليها إلا الله ولا يدعيها أحد ممن يكذبون بالآخرة ويتمارون فيها ، فهي قاطعة في أن هناك إلهاً واحداً يدير هذا الأمر ويقدره ، كما أنها بينة لاترد على يسر النشأة الآخرة ، وايحاء قوي بضرورة النشأة الآخرة ، تمشياً مع التقدير والتدبير الذي لا يترك هذا الإنسان سدى ، ولا يدع حياته وعمله بلا وزن ولا حساب .. وهذا الإيقاع الذي تمس به القلوب وهي تقول أولها : ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ؟ ) ثم تقول في آخرها : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ؟ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ؟ ثم كان علقة فخلق فسوى ؟ فجعل منه الزوجين الذكر والأمثى ؟ أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى ؟ ) ...


ومن المشاهد المؤثرة التي تحشدها السورة ، وتواجه بها القلب البشري مواجهة قوية .. مشهد يوم القيامة وما يجري فيه من انقلابات كونية ، ومن اضطرابات نفسية ، ويجيء الرد عن تساؤل الإنسان عن يوم القيامة في إيقاعات سريعة ، ومشاهد سريعة ، وومضات سريعة : ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه . يسأل : أيان يوم القيامة ؟ فإذا برق البصر ، وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر ، يقول الإنسان يومئذ : أين المفر ؟ كلا ! لاوزر ، إلى ربك يومئذ المستقر ، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر . بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره ! )


ومن هذه المشاهد مشهد المؤمنين المطمئنين إلى ربهم ، المتطلعين إلى وجهه الكريم في ذلك الهول . ومشهد الآخرين المقطوعي الصلة باالله، والرجاء فيه المتوقعين عاقبة ما أسلفوا من كفر ومعصية وتكذيب وهو مشهد يعرض في قوة وحيوية كأنه حاضر لحظة قراءة القرآن ، وهو يعرض رداً على حب الناس العاجلة واهمالهم للآخرة ، وفي الآخرة يكون هذا الذي يكون : ( كلا بل تحبون العاجلة ، وتذرون الآخرة ، وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناضرة . ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة ! )


وفي ثنايا السورة وحقائقها تلك تعترض أربع آيات توجيهاً خاصاً للرسول – صلى الله عليه وسلم – وتعليماً له في شأن تلقي هذا القرآن فجاء هذا التعليم : ( لاتحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرآنه ، فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه )


وهكذا يشعر القلب – وهو يواجه هذه السورة أنه محاصر لايهرب . مأخود بعمله لايفلت . لاملجأ له من الله ولا عاصم . مقدرة ونشأته وخطواته بعلم الله وتدبيره ، في النشأة الأولى وفي النشأة الآخرة سواء بينما هو يلهو ويلعب ويغتر ويتبطر : ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) ...


وفي مواجهة تلك الحشود من الحقائق والمؤثرات واللمسات يسمع التهديد الملفوف : ( أولى لك فأولى . ثم أولى لك فأولى ) فيكون له وقعه ومعناه !


وهكذا تعالج السورة عناد هذا القلب وإعراضه وإصراره ولهوه . وتشعره بالجد الصارم الحازم في هذا الشأن ، شأن القيامه ، وشأن النفس ، وِشأن الحياة المقدرة بحساب دقيق . ثم شأن القرآن الذي لايخرم منه حرف لأنه من كلام العظيم الجليل ، الذي تتجاوب جنبات الوجود بكلماته ، وتثبت في سجل الكون الثابت ، وفي صلب هذا الكتاب الكريم .


المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .


..

 

 







التوقيع




بأبى وأمى يارسول الله

وأحسن منك لم تر قط عين * * * وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرءا من كـل عيـــب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء
5 أعضاء قالوا شكراً لـ أم عبد الله على المشاركة المفيدة:
 (07-09-2009),  (07-09-2009),  (06-09-2009),  (07-09-2009),  (07-09-2009)