أصل الأرقام العربية
ثم كتاب"أصل الأرقام العربية"، لمؤلفه : لطفي محمود عبد الحليم عن دار " الهداية " للنشر والتوزيع ، برقم إيداع 15156 / 2006 وبترقيم دولي ISBN 977 -5502 -77 -2 ليتبنى رأيا يؤيده الكثيرون أن التجار العرب قد ابتكروا الأرقام التسعة ، وأنها انتقلت إلى الهند عن طريقهم قبل الإسلام بكثير نتاج للصلة التجارية البحرية بين العرب وشبه القارة الهندية عبر بحر العرب والخليج العربي . وبالطبع أثار هذا الرأي العديد من التساؤلات المنطقية حيث الطرح كان مدويا مما يجعل الكتاب " أصل الأرقام العربية " يشكل أهمية خاصة ،لعل أبحاثا رصينة تتمكن من الإمساك بخيوط القضية لتطرح لها حلا.
لم يكن ـ كما ذكرنا المؤلف لطفي محمود عبد الحليم هو صاحب الرأي الأخير في القضية، ولكن يورد نقولاً في غاية الأهمية تسهم في التعريف بالأثر الفعال للتواجد العربي الإسلامي في كثير من الأقطار ، بينما يحاول البعض طمس الهوية الإسلامية وأثرها على الشعوب التي كان لها احتكاك بالعرب ،سواء دخلت الإسلام أم ظلت على معتقدها مع تأثرها التام بالثقافة التي كان يحملها المسلمون ، وإعجابهم بالسمت الإسلامي اللافت.
يمهد المؤلف لكتابه باستنكار لمقولة أن الأرقام الشائعة في البلدان المشرقية أصلها يعود إلى الهندية ، وأننا هجرنا أرقامنا العربية التي نقلها الغرب عنا ، بل وجد هذا الرأي دعما من الهند وويشاع أن دور العرب لم يكن إلا النقل !!
ولكن ينفي المؤلف صلة النسب بين الهندية والأوروبية، وينسب الأرقام الأوروبية شرعيا إلى اللغة العربية !! بل العربية المغربية ثم انتقلت لأوروبا ، وتعود بدورها إلى اللغة العربية وأن الصفر عربي أصيل تعلمه الهنود من العرب وليس العكس، وكان ذلك قبل الإسلام من خلال رحلات التجارة البحرية عبر بحر العرب والخليج العربي ، حيث لعبت التجارة البرية أيضا عبر الجزيرة العربية ـ رحلة الشتاء والصيف ـ دورا في توصيل الأرقام والصفر !! العربيين شمالا .
وكان البابليون يستعملون الرياضيات " حساب المثلثات" في التنبؤ بمواعيد الكسوف للشمس والخسوف للقمر. وهذه المواعيد كانت مرتبطة بعباداتهم. أما قدماء المصريون فكانوا يستخدمونه في بناء المعابد وتحديد زوايا الأهرامات. وكانوا يستخدمون الكسور وتحديد مساحة الدائرة بالتقريب . ويذكر المؤلف أن تاريخ الأرقام العربية وأصلها أدلى فيه عدد من المجتهدين بدلوهم دون أن يخرج الكثيرون بالنبأ اليقين على الوجه الأكمل فالكتابة العربية لا تعرف الانكسار بينما الحروف اللاتينية بها هذه الخاصية .ويذكر المؤلف أنه يعتمد فيما توصل إليه على عدة براهين منطقية،و تحليلية تاريخية، أو جغرافية، مخطوطية.
و يؤكد أن التجارة العربية كانت ترتبط بعلاقات التجار الهندوس ، وحمل المع معهد الحروف عن طريق البحر العربي ، ففي الوقت التي كانت الجزيرة تعاني من الفقر وشظف العيش كانت الهند دولة متقدمة ، والتجارة أدت انتقال الكثير من الكلمات العربية إلى اللغات الهندية ، وكذلك لغات الملايو . لقد عرفت روابط تاريخية بين جنوب، وجنوب شرق آسيا و الجنوب العربي ، بل كان العرب الجنوبيون لهم خبرات ملاحية لم تكن متوفرة في العصور الوسطى لدى الأوروبيين مثل "ابن ماجد" الذي اتخذ دليلا مع رحلات "فاسكو داجاما" إلى الهند .