كان شعارنا بالأمس (علم وعمل وتوكل على الله) واصبحنا اليوم (علم بلا عمل او عمل بلا علم وتواكل) فثقافة امة من الامم لا تحدد بزمن ولكن هي سلسلة من الابداعات من المفترض انها تأتي غير منفصلة فكانت حضارتنا العلمية والثقافية من اعظم الحضارات على وجه الارض وامتدت الى جميع ارجاء المعمورة وتحت مظلتها عاشت الشعوب على اختلاف مللهم وكانت محركاتها الاساسية الاختراعات والاكتشافات، فعلماء الرياضيات العرب والمسلمون وضعوا أسس فروع الرياضيات المختلفة وعلوم التشفير التي أدت الى عصر ثورة المعلومات، واطباؤنا اكتشفوا العديد من الامراض وعالجوا العلل ووضعوا دعائم علوم الطب والكيمياء والصيدلة، وعلماء الفلك العرب والمسلمون وضعوا لنا مفاهيم الكواكب وهناك الكثير وفي الواقع اذا نظرنا الى مسيرتنا اليوم تبين لنا ان الازمة الحقيقية أن الذي يقوم باسم العلم من امتنا يكاد يكون كلاما لا روح ولاعمل فيه فالعلم اصبح لا يمثل في حياتنا شيئا وذلك لانقطاع تواصلنا مع اسلافنا ونحن اليوم محاصرون ان نصل الى اختراع او مجرد تطوير اختراع فعلمنا وثقافتنا المعاصرة لا تؤهلنا لتقدم او اكتشاف الا من تعلم منا في مدارس وجامعات الغرب واليوم قد فقدنا الاحساس بالزمن وانزوينا خارج التاريخ ونسينا اننا نعيش في دنيا السباع والذئاب فلننظر الى الصهيونية التي استطاعت ان تحصل على الكثير من الاسرار النووية والاسلحة البيولوجية وفاقت اوطاننا العربية ولاشك ان هذا يؤلمنا فصراعنا بينهم ليس صراع حدود وانما صراع وجود وما احوجنا الى الله في هذه الفترة العصيبة لنتحصن بعلمه ونتسلح به فهو سبيلنا الى النجاة ولنرفع شعار العلم والعمل والتوكل على الله.

د. احمد عبدالخالق سلامة