أصل الآرقام العربية ..
كتاب يفند مزاعم المزيفين
ماذا نعرف عن أرقامنا وأصلها ونشأتها؟ وكيفية تعريب النظام الرقمي وتطويره، ورحلة الأرقام إلى أوروبا، هذه الأسئلة وغيرها كانت مثار بحث للكثيرين حديثا كما أثارت الأرقام الكثير من الجدل قديما حول أصلها، والتطوير الذي حدث فيها حتى انتقال إرثها الحضاري إلى الغرب عقب تطوير جوهري أدخله العرب عليها . كانت الأرقام في تراثنا لها منزلة هي ذات المنزلة التي كانت للرياضيات التي عني بها المسلمون وأبدعوا فيها بعد نقلها إلى اللغة العربية لتنتقل الحضارة إلى الدولة الإسلامية وتصبغ عليها إبداعات جديدة، وينتقل ذلك كله إلى الغرب إبان شروق وغروب شمس حضارتنا التي وجدت مكانا جديدا مؤهلا بحملها وتطويرها .
الكثير من البحوث الأوروبية تحاول تغييبا متعمدا لدور المسلمين الحضاري، وأن الغرب الحديث حمل إرث الغرب القديم " اليوناني ـ الروماني " ، وإن حوصروا بأسئلة حول الحلقات المفقودة في مسيرة الحضارة ذكروا على استحياء أن العرب قاموا بنقل العلوم اليونانية إلى الغرب ـ فحسب ـ ولكن نجد منهم المنصفين الذين شهدوا بالحق وأن "شمس الله تشرق على الغرب" ، وأن ما لدى الغربيين الآن إنما هو إرث إسلامي جاء مع الفتوح الإسلامية التي أنارت العصور المظلمة ولولا معركة شارل مارتل ما توقف المد الإسلامي عند حدود أوروبا الشمالية .
والرياضيات ـ والأرقام جزء منها ـ إرث حضاري إنساني ساهمت فيه حضارات عديدة مثل الهندية، الصينية، البابلية ، الفرعونية ، اليونانية ، الرومانية ، الإسلامية ، الأوروبية وكلها ساهمت في علوم الرياضيات بنصيب قلّ أو كثر.