Parse error: syntax error, unexpected '<' in /home/uaemat5/public_html/ar/aforum/showpost.php(229) : eval()'d code on line 6
منتديات الرياضيات العربية - عرض مشاركة واحدة - عالم الجن بين الحق والباطل
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2009, 07:54 PM   رقم المشاركة : 45
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 حلول مسائل أولمبياد متنوعة
0 لثقافة المسلم : العقيـــــدة الصحيحـة وما يضادها
0 لثقافة المسلم : القضاء والقدر - سؤال وجواب
0 لثقافة المسلم : ترجمة الأئمة الأربعة
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين فى المتتابعات






أحمد سعد الدين غير متصل
أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


التنبيه الأول عن علم الساعة:

سَبَق بيان أنَّ علم الساعة من مَفاتِح الغيب التي استأثر الله بعلمها، والآيات القرآنية كثيرة في ذلك، وكذلك الأحاديث النبوية الصحيحة، التي من أقواها حديث جبريل حين سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها، فقال: "ما المسْئُول عنها بِأعلمَ مِنَ السائل، ثم ذَكر له بعض علاماتها.
ومع ذلك حاول بعض الناس ـ قديمًا وحديثًا ـ معرفة موعدها، وأَثْبت الواقع خَطَأهم، ثم جاءت نِحْلة البهائيَّة أخيرًا، وزَعمت أنها تَعرِف موعد قيام الساعة بِناء على أمرين، أولهما: سِر العدد 19، والثاني: بعض آيات من القرآن الكريم، وفيما يلي تفصيل ذلك والرد عليه.

أولاً: العدد 19 المذكور في قوله تعالى وفي وصْف جهنم: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (سورة المدثر : 30) زَعَمُوا أنَّ له سِرًّا حاولوا أن يُثْبِتوه بِحَصْر الحروف الموجودة في بعض السّوَر، أو في فواتِحها من الحروف المُقطَّعة أو في بعض الكلمات، وبطريق التعويض عن الحروف بأرقام على النظام اليهودي في الأبجدية حدَّدوا وقت قيام الساعة.
ويُرَدُّ على هذا بأن القرآن فيه أعداد أخرى كالعشرة والمائة والألف وغيرها، فلماذا اختاروا هذا العدد بالذات؟ وبأنهم لم يَتَّبعوا المنهج العلمي عند حصْر الحروف، فأسقطوا بعضها ليَتِمَّ لهم ما يريدون، وكما كَشَفَ عن ذلك المُتَّبِعون لِلْحَصْر الَّذِي أعلنوه، وبأن أية مجموعة كبيرة من الأعداد يُمكن التَّوَصُّل منها إلى مجموعات تَقبل القسمة على أي عدد من الأعداد، وليس شرطًا أن يكون العدد 19، وذلك من البَدَهِيّات عند علماء الرياضة(7)، كما زعموا أن اليهود أَخبَروا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنَّ حروف "الم" تدل على عدد السنوات التي تعيشها دعوته ولم يُنكِر عليهم ذلك. وهذا خبر مدسوس ليس له سَنَد يُعتمد عليه.

ثانيًا: استدلُّوا من القرآن الكريم بآيتين، أولاهما قول الله تعالى: (يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أيَّانَ مُرْسَاهَا . قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِند رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَواتِ والأرْضِ . لا تَأْتِيكُمْ إلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ ولكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون) (سورة الأعراف : 187) قالوا: إن قوله (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يُفيد أن بعضًا قليلاً من الناس يعلمون موعد الساعة، وهم من هذا القليل. ويُرَدُّ عليهم بأنَّ نفي العلم عن أكثر الناس مُنْصبٌّ على الإيمان بما سبق في الآية، من اختصاص علم الله بها، وبأنها ثقيلة ولا تأتِى إلا بغتة، فأكثر الناس وهم الكافرون يَجهلون هذه الحقيقة المقررة في الآية، ولا معنى لما فَهِموه من أنَّ أكثر الناس جاهلون بموعد الساعة والقليل يعلمه، ففي فَهْمهم لأول الآية وآخرها تَضَارُب،ٌ والقرآن الكريم مُنَزَّه عن ذلك.
ومع احتمال فهمهم هذا فالاستدلال به ساقط؛ لأنه ليس هو الفَهم الوحيد المتعيَّن لها، ومعلوم أن الدليل إذا تَطَرَّق إليه الاحتمال سَقَطَ به الاستدلال.
والآية تَدُلُّ بصراحة على نفي علم أحد بالساعة، أي بوقت حُدوثها، فذلك من اختصاص الله وحدَه، وذلك واضح في قَصْر علمها عليه ـ سبحانه ـ بأكثر من أُسلوب، وفي أنها تأتِى بغتة، وفي عدم علم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك، فلابد من تَوافُق آخر الآية مع هذه المقررات الصريحة فيها. ونفْي علم أحد بموعدها يَستوِي فيه القليل والكثير من الناس.
والآية الثانية التي استدلُّوا بها هي قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) (سورة طه: 15) . قالوا: إن فِعْل "كاد" إذا كان مُثبَتًا يَدُلُّ على نفي ما بعده، فمن يقول: كِدْتُ أَقَع يدل على أنه لم يقع، وعلى هذا فمعنَى "أكاد أخفيها" أنه لم يُخْفها، فَتُمْكِن معرفته بطريق أو بآخر، وليس حتمًا أن يكون ذلك عن طريق الوحْي فقط كما قال تعالى: (عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُول) (سورة الجن: 26،27) بل يُمْكِن أن يكون بطريق الحساب أو بغيره.
ويُردُّ على ذلك بأن الفعل "خَفَى" يُستعمل في اللغة للسَّتْر وللإظهار، فهو من الأضداد، يقال: خَفَاه يَخْفِيه خَفْيًا، من باب رَمَى.
وخُفِيًّا أيضًا ـ بضم الخاء وكسْر الفاء ـ وفي بعض القراءات " أَخْفِيها" بفتح الهمزة، وكما أن الخفي الثلاثي يُفيد الستر والإظهار، كذلك يُفيدهما الإخفاء وهو مصدر الفعل الرباعي أَخْفاه. وعلى هذا فالآية ليست دليلاً على مَدْعاهم، فقد يكون معناها: أكادُ أُظهِرها، بل يجب المصير على هذا المعنى لتَتوافق الآيات بعضها مع بعض، والمتشابِه يُرَدُّ إلى المُحكَم كما قال تعالى: (هو الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يذَّكَّرُ إلاّ أُولُو الألْبَابِ) (سورة آل عمران : 7).
وهؤلاء في قلوبهم زَيْغ يَبتغون الفتنة، حيث تَمَسَّكُوا بالمُتَشَابِه، ولم يَأْبَهُوا بالمُحْكم الذي يجب ردُّه إليه، وليسوا من الراسخين في العلم على أي وجه يكون الوقْف في الآية " مذهب السَّلَف ومذهب الخَلَف"؛ لأنهم في محاولتهم لتقديس العدد 19 خالفوا المنهج العلمي وزَيَّفُوا، وفي عدم رَدِّ المُتشابِه إلى المُحكَم ظَهَر جهْلهم بأصول البحث، ولم يُؤمنوا بما جاء في القرآن الكريم نصًّا في عدم علم أحد بالساعة إلا الله سبحانه.
وبهذا يَظهر أن استدلال هؤلاء استدلال وَاهٍ ضعيفٌ أو فاسدٌ لا يُثبت مَدْعاهم، ولم يَعتبروا بمن سَبقهم ممن زَعموا علم الساعة وحدَّدوا موعدها فافْتُضِح أمرُهم، وليس المهم هو معرفة وقت قيامها، بل المهم هو الاستعداد لها، وقيامة كل إنسان موته أو عَقِبَ موته، فمن مات فقد قامت قيامته؛ لأنه لا عمل بعد الموت، بل جزاء وحساب، كما هو في القيامة الكبرى. وقد نَبَّه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَنْ سأله عنها إلى الاستعداد لها، فَكُلٌّ مِن الموت والقيامة يأتِي بغْتة، رَوَى البخاري ومسلم عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ متى الساعة؟ فقال: "ما أعدَدْتَ لها"؟ قال: حبَّ الله ورسولِه، قال: "أنت مع مَن أَحْببتَ".

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين