العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة

آخر 10 مشاركات
كتب الرياضيات العربية (الكاتـب : - - الوقت: 07:41 PM - التاريخ: 05-03-2013)           »          أتيتكم ببشرى خاصه بتلميذتكم منتداي العزيز :) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:02 PM - التاريخ: 06-07-2012)           »          كيف نحسب بعد الأرض عن الشمس بالرياضيات (الكاتـب : - - الوقت: 05:50 AM - التاريخ: 25-06-2012)           »          تجريب اللاتيك LaTex (الكاتـب : - - الوقت: 02:37 AM - التاريخ: 22-06-2012)           »          أخلاق المسلمين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:57 AM - التاريخ: 20-05-2012)           »          مسألة محددات أرجو المساعدة في حلها (الكاتـب : - - الوقت: 07:52 PM - التاريخ: 16-05-2012)           »          طريقة جميله لإيجاد قيمة اللوغاريتم بدون حاسبة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 02:59 AM - التاريخ: 16-05-2012)           »          كتاب قيم عن مسابقات الأولمبياد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 01:33 AM - التاريخ: 04-12-2009)           »          س 6 : اتصال (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:39 PM - التاريخ: 03-12-2009)           »          امتحانات + الحل للثانوية العامة - مصر - 2008 (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:25 PM - التاريخ: 03-12-2009)


العودة   منتديات الرياضيات العربية السـاحة العـامـة مـواضيـع عـامـة
التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم Files Upload Center الراديو

البث الإذاعي الحي Join WebHost4Life.com موقع بلّغوا


 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-2009, 10:01 PM   رقم المشاركة : 81
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ضحية الرياضيات

من مواضيعه :
0 العراق.. نسيناهم خلف جبال الثلج!
0 كل عام وأنتم بخير
0 لماذا ماء العين مالحا.والاذن مرا.والفم عذب
0 فـــائده النوم بالظلام سبحان الله
0 التوبولوجي (شرح +أمثله محلوله +تمارين)






ضحية الرياضيات غير متصل

ضحية الرياضيات is on a distinguished road

شكراً: 482
تم شكره 244 مرة في 148 مشاركة

افتراضي


اقتباس :
صاحبة سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
( حفصة بنت عمر )
لما فرغ زيد بن ثابت -رضى اللَّه عنه- من جمع القرآن بأمر من أبى بكر- رضى اللَّه عنه-، كانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبى بكر، حتى توفاه اللَّه، ثم عند عمر حتى توفاه اللَّه، ثم عند حفصة بنت عمر -رضى اللَّه عنها - ثم أخذها عثمان -رضى اللَّه عنه- فنسخها، ثم ردها إليها فكانت في حوزتها إلى أن ماتت.
وُلدت السيدة حفصة قبل بعثة النبي ( بخمس سنين، في بيت شريف كريم، فأبوها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- وأمها السيدة زينب بنت مظعون بن حبيب.
أسلمتْ حفصة مبكرًا هي وزوجها خُنيس بن حذافة السهمى القرشي، وهاجرت معه إلى الحبشة فرارًا بدينهما، ثم إلى المدينة بعد أن بدأت الدعوة في الانتشار، وشهد زوجها بدرًا، ومات في غزوة أحد بعد جرح أصابه، وترك حفصة شابة لم تتجاوز عامها الحادى والعشرين . وبعد أن انقضت عدتها ذكرها عمر عند عثمان بن عفان، ثم أبى بكر، فلم يردا عليه بالقبول، فجاء عمر إلى النبي ( يشكو إليه إعراض أبى بكر وعثمان عن ابنته حفصة، فقال(: "يتزوج حفصةَ من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمانُ من هي خيرٌ من حفصة" . ثم خطبها الرسول ( من عمر، فتزوجها فلقى أبوبكر عمر بن الخطاب، فقال له: لا تجد (لا تغضب) على في نفسك ؛ فإن رسول اللَّه( كان قد ذكر حفصة، فلم أكن لأفشى سرَّ رسول اللَّه(، ولو تركها لتزوجتها. [ابن سعد].
وبنى بها النبي ( في شعبان من السنة الثالثة للهجرة، وكان زواج النبي ( من حفصة ؛ إكرامًا لها ولأبيها وحُبّا فيهما، وذات يوم قالت امرأة عمر له: عجبًا يا بن الخطاب ! ما تريد إلا أن تجادل وابنتك تجادل رسول اللَّه ( حتى يظل يومه غضبان، فذهب عمر ابن الخطاب من فوره إلى حفصة غضبان يقول لها: يا بنيتى إنى أحذرك عقوبة اللَّه وغضب رسوله. كانت السيدة حفصة -رضى اللَّه عنها- عابدة خاشعة، تقوم الليل، وتصوم النهار، لذا كرمها اللَّه تعالى بفضله وجعلها من نساء النبي ( في الجنة.
وشهدت حفصة-رضى اللَّه عنها- انتصارات الإسلام واتساع دولته، وروت 60 حديثًا عن رسول الله (.
توفيت حين بويع الحسن بن على -رضى اللَّه عنهما- وذلك في جمادى الأولى سنة 41 للهجرة، وقيل توفيت سنة 45هـ.
سُمِّيت بأم المساكين لرحمتها بهم وِرّقتها عليهم ؛ فكانت تطعمهم وتكسوهم، وتقضى حوائجهم، وتقوم على أمرهم.
تزوجها النبي ( في السنة الثالثة للهجرة، بعد زواجه من السيدة حفصة - رضى اللَّه عنها - بوقت قصير، وذلك بعد أن استشهد زوجها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب - ابن عم رسول اللَّه - إثر جرح أصابه يوم بدر، وتركها بلا عائل؛ فرحم النبي ( وحدتها، وتقدم إليها يخطبها، فجعلت أمرها إليه؛ فتزوجها (.
ذكر المفسرون في قوله تعالي: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) [الأحزاب: 50]. أنها من بين الواهبات أنفسهن للنبى (، ورسول اللَّه ( لم يتزوج واحدة من أولئك اللائى وهبن أنفسهن، فإن صح الخبر، تكون أم المساكين -رضى اللَّه عنها- قد أعلنت عن رغبتها في أن تكون زوجة له، فاستجاب الرسول ( لرغبتها وتزوجها.
إنها السيدة زينب بنت خزيمة -رضى الله عنها- التي أكرمها اللَّه عز وجل بالزواج من رسوله (، وجعلها في كنفه وإلى جواره، وكفى بها كرامة.
وكانت السيدة زينب -رضى اللَّه عنها- أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضى اللَّه عنها- من أمها، وقد تزوج النبي ( السيدة ميمونة سنة سبع من الهجرة لما اعتمر عمرة القضاء، وذلك بعد وفاة أختها السيدة زينب -رضى الله عنها، وهى في الثلاثين من عمرها.
عاشت السيدة زينب في بيت النبي ( نحو ثلاثة أشهر، ثم ماتت، ولحقت بالسيدة خديجة بنت خويلد لتكون ثانى زوجات النبي ( موتًا في حياته - ولم يمت في حياته ( غيرهما - فقام النبي ( على أمر جنازتها، وصلى عليها، ودفنها في البقيع، فكانت أول زوجة من زوجاته ( تدفن في هذا المكان المبارك.

اهلا بالمتميز mathson
عذرا ولكن لم يتم خلط موضوعين فقد ذكرت نهاية الموضوع الأول بتاريخ الوفاه وبدأت بالموضوع الثاني بصفات السيده زينب لكي يتسائل القارئ عن تلك الشخصيه ثم ذكرت اسمها
ولكن الخطأ مني إذ لم أضعها في ردين مختلفين أو على الأقل بفاصل بينهما
كل الشكر لك مره أخرى على مرورك الجميل

 

 







التوقيع

اذا اعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكرا..
بل
قل الآتى..


اللهم أغفر لها ولوالديها ماتقدم من ذنبهم وماتأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الانبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم أمين....

قديم 19-04-2009, 10:16 PM   رقم المشاركة : 82
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ضحية الرياضيات

من مواضيعه :
0 إذا ماتت من ترحم لسببها
0 اسئله احبطت معنويات طالبات بحث التخرج
0 انصر نبيك في15 ثانيه
0 تكامل مشكوك في أمره e^2x/x dx
0 بأبي أنت وأمي يارسول الله






ضحية الرياضيات غير متصل

ضحية الرياضيات is on a distinguished road

شكراً: 482
تم شكره 244 مرة في 148 مشاركة

افتراضي


صاحبة الخيمة
(أم معبد)
جَزَى اللَّـهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَى أمِّ مَعْبَـدِ
هُمَـا نَزَلا بِالهُدَي، فَاهْـَتَدَتْ بِهِ فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
لِيهْنِ بنى كَـعْـبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَـا لِلْمُـؤْمِنِينَ بِمَـرْصَدِ
أبيات من الشعر ترددت فى سماء مكة، وسمعها كل الناس، وهم لا يرون قائلها، كما روت كتب التراجم والسير.
وأم معبد هي عاتكة بنت خالد الخزاعية، من بنى كعب، صحابية جليلة.
وقد نصبت أم معبد وزوجها خيمتهما فى قلب الصحراء؛ لاستضافة الضيوف، وكسب أعطياتهم.
واشتهر عن السيدة الفاضلة أم معبد وصفها للنبى ( فعندما خرج النبي ( مهاجرًا من مكة إلى المدينة ومعه "أبو بكر"، و"عامر بن فهيرة" مولى أبى بكر، ودليلهم "عبد اللَّه بن أريقط" اشتد بهم العطش، وبلغ الجوع بهم منتهاه، فجاءوا إلى "أم معبد" ونزلوا بخيمتها، وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا، فلم يجدوا عندها شيئًا، فنظر النبي ( فى جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: "يا أم معبد! هل بها من لبن؟" قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)، فقال: "أتأذنين لى أن أحلبها؟" قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد فى شاتها، فدرّت واجترّت، فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب ( آخرهم. ثم حلب ثانيًا، وتركه عندها، وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد (أكثم بن أبى الجون) يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة عازب بعيدة عن المرعي، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ فى البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا ! قال: صِفِيهِ لى يا أم معبد.
فقالت: إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيِّبه صغر فى رأس، ولا خفة ولا نحول فى بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، فى عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (السطع: الطول)، وفى صوته صَحَل (بحَّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل...أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس فى الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فَصْلٌ، لا نزر ولا هَدْر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصِر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفى آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رُفَقَاء يحفُّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (أى يحفه الناس ويخدمونه). لا عابس ولا مُفنّد (المُفنّد: الضعيف الرأي). فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى يلحقا برسول الله ( فى المدينة، وهناك أسلما، ودخلا فى حمى الإسلام.
وعاشت أم معبد -رضى الله عنها- بعد وفاة رسول الله ( إلى خلافة عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وكان الصحابة يقدِّرونها ويعرفون لها فضلها. فعن هشام بن حرام، عن أبيه: أن أمّ معبد كانت تُجْرَى عليها كِسْوَة، وشيء من غلة اليمن، وقَطَران لإبلها، فمرّ عثمان، فقالت: أين كسوتي؟ وأين غلة اليمن التي كانت تأتيني؟ قال: هي لك يا أم معبد عندنا، واتبعتْه حتى أعطاها إياها. [الطبراني].

 

 







التوقيع

اذا اعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكرا..
بل
قل الآتى..


اللهم أغفر لها ولوالديها ماتقدم من ذنبهم وماتأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الانبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم أمين....

قديم 19-04-2009, 10:45 PM   رقم المشاركة : 83
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ملكة العلوم

من مواضيعه :
0 ملكتكم اتت اليكم...هل من مرحب؟؟؟





ملكة العلوم غير متصل

ملكة العلوم is on a distinguished road

شكراً: 42
تم شكره 10 مرة في 10 مشاركة

افتراضي


عائشه رضي الله عنها

 

 







الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ملكة العلوم على المشاركة المفيدة:
 (19-04-2009)
قديم 05-09-2009, 04:02 AM   رقم المشاركة : 84
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ضحية الرياضيات

من مواضيعه :
0 لماذا نطوف عكس عقارب الساعه0معلومات غريبه
0 سماع القران ينشط الجهاز المناعي
0 لماذا أضاف العرب الهيل للقهوه؟؟
0 | فن تحفيـــــــز الــذات | |
0 رقمـ آخر الليل!!!!! <أرجو الاتصال عليه>






ضحية الرياضيات غير متصل

ضحية الرياضيات is on a distinguished road

شكراً: 482
تم شكره 244 مرة في 148 مشاركة

افتراضي


الملكة المؤمنة
( آسيا بنت مزاحم )
نشأتْ ملكة فى القصور، واعتادتْ حياة الملوك، ورأَتْ بطش القوة، وجبروت السلطان، وطاعة الأتباع والرعية، غير أن الإيمان أضاء فؤادها، ونوَّر بصيرتها، فسئمتْ حياة الضلال، واستظلتْ بظلال الإيمان، ودعتْ ربها أن ينقذها من هذه الحياة، فاستجاب ربها دعاءها، وجعلها مثلا للذين آمنوا، فقال : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].
وقال رسول اللَّه (: "أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية" [أحمد].
إنها آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون- التى كانت نموذجًا خلّده القرآن للمؤمنة الصادقة مع ربها، فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعتْه دون خوف من الباطل، وظلم أهله، فلقد آمنت باللَّه إيمانًا لا يتزعزع ولايلين، ولم تفلح تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها، أو إبعادها عن طريق الحق والهدي. لقد تاجرتْ مع اللَّه، فربحَتْ تجارتها، باعتْ الجاه والقصور والخدم، بثمن غال، ببيتٍ فى الجنة، وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر المؤمنين.
وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللَّه عنها - فى قصة موسى - عليه السلام - حينما أوحى اللَّه إلى أُمِّه أن تُلْقيه فى صندوق، ثم تلقى بهذا الصندوق فى البحر، وفيه موسى، ويلْقِى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ عليه قصر فرعون ؛ فأخذته الجواري، ودخلن به القصر، فلما رأت امرأة فرعون ذلك الطفل فى الصندوق؛ ألقى الله فى قلبها حبه، فأحبته حبَّا شديدًا.
وجاء فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا؛ ليكون فيه العوض عن حرمانها من الولد. وهكذا مكن اللَّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون، قال تعالي: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِ ولا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ. وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص 7-9] .
وكانت السيدة آسية ذات فطرة سليمة، وعقل واعٍ، وقلب رحيم، فاستنكرت الجنون الذى يسيطر على عقل زوجها، ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.
وحينما شَبَّ موسى وكبر، ورحل إلى "مدين"، فرارًا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللَّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين بدعوته . ولم يخْفَ على فرعون إيمان زوجته باللَّه، فجن جنونه، فكيف تؤمن زوجته التى تشاركه حياته، وتكفر به، فقام بتعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته، وتتبع عدوه، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .
وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله .
فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة، فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة الخالدات.
وصدق رسول اللَّه ( حين قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" [البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة].

 

 







التوقيع

اذا اعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكرا..
بل
قل الآتى..


اللهم أغفر لها ولوالديها ماتقدم من ذنبهم وماتأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الانبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم أمين....

قديم 05-09-2009, 08:38 PM   رقم المشاركة : 85
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ضحية الرياضيات

من مواضيعه :
0 نشـيد زلزل قلبي يحكي حـال اخـــواننـا في غزه
0 مساعدة : أريد معلومات عن نظريات سيلو؟
0 اقرأ الرسالة الى النهاية وشوف الجدول بالاخير
0 سؤال في التوبولوجي
0 الام الثرثارة تنجب اطفال اذكياء






ضحية الرياضيات غير متصل

ضحية الرياضيات is on a distinguished road

شكراً: 482
تم شكره 244 مرة في 148 مشاركة

افتراضي


سعد بن معاذ رضي الله عنه
( الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمـن )






نسبه



هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي ، يكنى أبا عمرو .

أمه هي كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة لها صحبة ، فقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وماتت بعد ابنها سعد بن معاذ .

أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية ، عمة أسيد بن حضير ، قال بن حبيب : هي زوج سعد بن معاذ والدة عمر وعبد الله ، وقال العدوي : هي والدة الحارث بن أوس بن معاذ ، وكانت من المبايعات ، وقال ابن سعد : أمها : أم جندب بنت رفاعة أم زنبر بن زيد بن مالك الأوسية ، وهند عمة أسيد بن حضير بن سماك ، وكانت أولاً عند أوس بن معاذ فولدت له الحارث بن أسلم وشهد بدراً ، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ فولدت له عبد الله وعمرو ، وأسلمت وبايعت .


صفته الخَلْقية



عن عائشة قالت : ... وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم .

وقيل عنه أيضاً : وكان رجلاً أبيضاً جسيماً .

وعن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال : كان سعد بن معاذ رجلاً أبيضاً ، طوالاً جميلاً ، حسن الوجه أعين ، حسن اللحية .


أولاده


كان لسعد بن معاذ من الولد : ( عمرو ) و ( عبد الله ) ، وأمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وهي من المبايعات ، خلف عليها سعد بعد أخيه أوس بن معاذ ، وهي عمة أسيد بن خضير بن سماك ، وكان لعمرو بن سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة ، منهم ( عبد الله بن عمرو ) قتل يوم الحرة ، ولسعد بن معاذ اليوم عقب .


حاله في الجاهلية


من خلال تصفح سيرته في كتب التراجم والمصادر التاريخية نستطيع أن نقول : إنه كان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل ، وكان صاحباً لأمية بن خلف أبي صفوان القرشي ، الذي قتل في بدر كافراً ، وكانت قبيلة بني قريظة موالية له ومن حلفائه .


عمره عند الإسلام



لم يرد تحديداً في المصادر التاريخية عمره عند الإسلام ، إلا أننا نستطيع أن نستشف ذلك من الآتي :

كان إسلامه على يد مصعب بن عمير عند قدومه المدينة بين العقبة الأولى والثانية ، والتي كانت في السنة الثانية عشرة من البعثة ، أو نستطيع أن نقول: إنه أسلم قبل الهجرة بعام على أقل تقدير .


- كانت وفاته يوم الخندق سنة خمس من الهجرة ، وهو يومئذ بن سبع وثلاثين سنة .

ومن هذا نستطيع أن نقول : كان عمره عند الإسلام واحداً وثلاثين عاماً ، حيث كان سيداً في قومه .


قصة إسلامه



روي أن قريشاً سمعت قائلاً يقول في الليل على أبي قبيس :

فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف مخالف

فظنت قريش أنهما سعد تميم وسعد هذيم ، فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول :

أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجيين الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف

فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف

فلما أصبحوا قال أبو سفيان : هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة .

وعن عروة قال : فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مالك بن النجار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ، ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس ، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان ، ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن ، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته ، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ، ثم قالوا له : قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ، ونحن لله ولك مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى ، فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله ، فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون وإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك ، ولكن نواعدك الموسم من العام المقبل ، فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قالوا .

فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سراً وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله به ودعا إليه بالقرآن ، حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ، ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلاً من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع ، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة ، فجعل يدعو الناس سراً ويفشو الإسلام ويكثر أهله ، وهم في ذلك مستخفون بدعائهم .

وقد أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير ، ذلك أنه قال لأسيد بن حضير : لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ؛ فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك ، هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدماً ، فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما ؛ فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه ، قال مصعب : إن يجلس أكلمه ، قال : فوقف عليهما متشتِّماً فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ، فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمراً قبلته ، وإن كرهته كف عنك ما تكره ، قال : أنصفت ، ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وقرأ عليه القرآن ، فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ، ثم قال : ما أحسن هذا الكلام وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له : تغتسل فتطهَّر وتُطهِّر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي .

فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وتشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال لهما : إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، وسأرسله إليكما الآن : سعد بن معاذ ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم ، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً ، قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟ قال : كلمت الرجلين ، فو الله ما رأيت بهما بأساً ، وقد نهيتهما ، فقالا : نفعل ما أحببت ، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ؛ وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك .

قال : فقام سعد مغضباً مبادراً ؛ تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة ، فأخذ الحربة من يده ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئاً ، ثم خرج إليهما ، فلما رآهما سعد مطمئنين ، عرف سعد أن أسيداً إنما أراد منه أن يسمع منهما ، فوقف عليهما متشتّماً ، ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة ، أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، أتغشانا في دارينا بما نكره ؟ وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب ، جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان ، قال: فقال له مصعب : أو تقعد فتسمع ، فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته ، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد : أنصفت ، ثم ركز الحربة وجلس ، فعرض عليه الإسلام ، وقرأ عليه القرآن ، قالا : فعرفنا - والله - في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم ؛ لإشراقه وتسهله ، ثم قال لهما : كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ قالا : تغتسل فتطهَّر وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ركعتين .

قال : فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وشهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعتين ، ثم أخذ حربته ، فأقبل عامداً إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير ، فلما رآه قومه مقبلاً ، قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأياً ، وأيمننا نقيبة ، قال : " فإن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله " ، قالا : فو الله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمةً .

ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة ، فأقاما عنده يدعو الناس إلى الإسلام ، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون .

قال ابن حجر في الإصابة : فلما أسلم – أي سعد بن معاذ - قال لبني عبد الأشهل : " كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا " ؛ فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام ، وشهد بدراً لم يختلفوا فيه ، وشهد أحداً والخندق .


المؤاخاة



قال الواقدي : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه ( أبي عبيدة بن الجراح ) وبين سعد بن معاذ .

وروى ابن سعد في الطبقات عن سعد بن إبراهيم وعن بن أبي عون قالا : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص ، قال: وأما محمد بن إسحاق فقال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح ، فالله أعلم أي ذلك كان .


وقال ابن حجر الإصابة : وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه (عبد الله بن مسعو ) وبين الزبير ، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ .


أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته



1) يتوق للطواف بالبيت رغم وجود أبي جهل


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : انطلق سعد بن معاذ معتمراً قال : فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان ، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت ، فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال : من هذا الذي يطوف بالكعبة ؟ فقال سعد : أنا سعد ، فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمداً وأصحابه ؟! فقال: نعم فتلاحيا بينهما ، فقال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي ، ثم قال سعد : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعنّ متجرك بالشام ، قال: فجعل أمية يقول لسعد : لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد فقال : دعنا عنك ، فإني سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك ، قال : إياي ؟! قال : نعم ، قال : والله ما يكذب محمد إذا حدّث . فرجع إلى امرأته فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي ؟ قالت : وما قال ؟ قال : زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي ، قالت : فو الله ما يكذب محمد ، قال : فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته : أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ قال : فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل : إنك من أشراف الوادي فسر يوماً أو يومين فسار معهم فقتله الله .


2) يبرأ من المنافقين


قال ابن زيد : إن هذه الآية حين أنزلت : " فما لكم في المنافقين فئتين " فقرأ حتى بلغ : " فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله " فقال سعد بن معاذ : فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته ، يريد عبد الله بن أبي ابن سلول .


3) يفزع لسماع سب الرسول صلى الله عليه وسلم


قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا " ذكر شيئاً آخر من جهالات اليهود ، والمقصود نهي المسلمين عن مثل ذلك ، وحقيقة راعنا في اللغة: أرعنا ولنرعك ؛ لأن المفاعلة من اثنين ، فتكون من رعاك الله أي : احفظنا ولنحفظك وارقبنا ولنرقبك ، ويجوز أن يكون من أرعنا سمعك أي : فرغ سمعك لكلامنا ، وفي المخاطبة بهذا خفاء ؛ فأمر المؤمنين أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ومن المعاني أرقها .

قال ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : أرعنا على جهة الطلب والرغبة ـ من المراعاة ـ أي : التفت إلينا ، وكان هذا بلسان اليهود سبًّا أي : اسمع لا سمعت ، فاغتنموها وقالوا : كنا نسبّه سراً فالآن نسبّه جهراً ؛ فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم . فسمعها سعد بن معاذ - وكان يعرف لغتهم - فقال لليهود : عليكم لعنة الله ، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربنّ عنقه ، فقالوا : أو لستم تقولونها ؟ فنزلت الآية ، ونهوا عنها تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه .


أهم ملامح شخصيته



1) غيرته الشديدة على محارمه


قيل : لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم قال سعد بن معاذ : يا رسول الله ، إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة ؟! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه والله أغير مني . وفي ألفاظ سعد روايات مختلفة هذا نحو معناها .


2) سيد في قومه ، محبب إلى أهله وعشيرته

- يظهر هذا الملمح واضحاً جلياً حين قدم سعد متشتّماً على مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة ؛ نتيجة خوفه على قومه منهما ، حيث قال أسعد لمصعب : أي مصعب ، جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان ، وقبلها كان قد قال أسيد بن حضير - وهو سيد في قومه - لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة حين أعلن إسلامه : إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، يقصد بذلك سعد بن معاذ .

- وكذلك يظهر هذا الملمح حين أعلن إسلامه ووقف على قومه فقال" : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ " حينئذ رد عليه قومه بما يرونه فيه فقالوا : سيدنا ، وأوصلنا ، وأفضلنا رأياً ، وأيمننا نقيبة ، وفي ذات اليوم الذي أسلم فيه تبعه كل قومه وعشيرته وقبيلته ( بنو عبد الأشهل ) ، فأسلموا جميعاً بإسلام سعد بن معاذ .

- وكذلك يظهر أيضاً حين قال لهم في دعوته إياهم إلى الإسلام : " فإن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله " ، فلو لم يعرف هو نفسه مكانته وقدره عندهم ، وأفضليته عليهم ، وأنهم لن يقدروا على مقاطعته ورفض طلبه ، بل سيستجيبوا على الفور ما كان قال هذه المقولة يُجازف ويُخاطر بها .

- ويشهد على ذلك أيضاً رواية السيدة عائشة رضي الله عنها - سترد موثقة قريباً - : كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعباد بن بشر .


3) متجرد للحق أياً كان موقعه


فبالرغم من أنه كان ذاهباً إلى أسعد بن زرارة ومصعب بن عمير مغضباً متشتّماً ، يريد أن يردهما عن داره وقبيلته وأخذ معه رمحه لذلك ، نراه وقد رجع بغير الوجه الذي كان قد جاء به ، وما كان ذلك منه إلا إنصافاً للحق وبعداً عن العنجهية والكبر رغم أنها كانت تليق به .

فحين ذهب قال لأسعد بن زرارة : " يا أبا أمامة ، أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، أتغشانا في دارينا بما نكره " ؟ - وفي هذه المقولة ما فيها من تقديره وصلته لقرابته - حينئذ رد عليه مصعب فقال : " أو تقعد فتسمع ؟ فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته ، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره " .

وجاء التجرد للحق في رد سعد الذي كان بسببه إسلامه حيث قال : " أنصفت ، ثم ركز الحربة وجلس " ، وتابع ذلك بأن قال بعد أن عُرض عليه الإسلام ، " كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين " ؟ وكان نتيجة ذلك كله أن أسلم ، وأسلم بإسلامه قبيلة .


4) إيجابي يحب الإسلام ويحرص على تبليغه من أول يوم أسلم فيه


وذلك أيضاً في قصة إسلامه ؛ فمن أول يوم أسلم فيه لم يتكاسل ولم يتوانى ، بل أعلن المقاطعة على قومه وأهله وعشيرته إن لم يسلموا وهو عمل جد قاسي .


5) ينصر الله ورسوله


عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال : كيف ترون ؟ قال أبو بكر : يا رسول الله ، بلغنا أنهم بكذا وكذا ، قال : ثم خطب الناس فقال : كيف ترون ؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر ، ثم خطب فقال : ما ترون ؟ فقال سعد بن معاذ : إيانا تريد ، فو الذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم ، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك ، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون " ولكن : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون ، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره ، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له ، فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وسالم من شئت وعاد من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ؛ فنزل القرآن على قول سعد : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين " إلى قوله : " ويقطع دابر الكافرين " وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غنيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال .


6) صاحب رأي حكيم ظهر عند توزيع غنائم بدر


قال ابن إسحاق : لما نزلت : " لولا كتاب من الله سبق " الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو نزل عذاب من السماء لم ينج منه إلا سعد بن معاذ لقوله : يا نبي الله ، كان الإثخان في القتل أحب إليّ من استبقاء الرجال .

ومثل هذه الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وردت أيضاً في عمر رضي الله عنه ، ولا مانع من أن يكون لهما نفس الرأي فترد لهما نفس الرواية ، ويؤيد هذا الكلام أن هناك رواية ثالثة تجمعهما الاثنين وهي : قال ابن إسحاق : لم يكن من المؤمنين أحد ممن أحضر إلا حب الغنائم إلا عمر بن الخطاب ؛ فإنه أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسرى ، وسعد بن معاذ قال : يا رسول الله ، كان الإثخان في القتل أحب إليّ من استبقاء الرجال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ " .


7) كان حكمه يوافق حكم الله


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن أناساً (هم أهل قريظة ) نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمار فلما بلغ قريباً من المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى خيركم أو سيدكم . فقال : يا سعد ، إن هؤلاء نزلوا على حكمك . قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ، قال : حكمت بحكم الله أو بحكم الملك .


8) شدته على الكافرين ولا يخشى في الله لومة لائم


وظهر هذا الملمح بصورة واضحة حين ارتضوه بنو قريظة ليحكم فيهم ، حيث قالوا له : يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت ، فلا يرجع إليهم قولاً ، وهم الذين كانوا قد آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، فلم يخنع ولم يجبن ولم يتلكأ ، ولم يحابي أو يجامل ، بل قال بملئ فيه : قد آن لسعد أن لا يبالي في الله لومة لائم ، فإني أحكم فيهم : أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم ، وهنا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله " ، وسيرد هذا الموقف لاحقاً .

كذلك كان موقفه مع أبي جهل السابق حين أراد أن يمنعه من الطواف بالبيت وقال له : تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمداً وأصحابه ؟! فرد عليه : بنعم ، وتلاحى معه حتى قال له : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعنّ متجرك بالشام .

وأيضاً حين سمع اليهود الذين كانوا يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم : " أرعنا " أي : اسمع لا سمعت - في مرادهم - حيث كانوا يوارون بذلك ويقولون : كنا نسبّه سراً فالآن نسبّه جهراً ، وكان هو يعرف لغتهم فقال لهم : عليكم لعنة الله ، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه .


9) يُجل الرسول صلى الله عليه وسلم ويقدره


وظهر ذلك حين حين ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مواليه (بني قريظة ) ليحكم فيهم حيث قال : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى من ها هنا ؟ وهو بذلك يريد الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ، ولم يرد أن يذكر ذلك صراحة ؛ إجلالاً وتعظيماً لقدر رسول الله صلى الله علي وسلم ومكانته ، وهنا فهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " نعم " فقال سعد : أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري .


10) حبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفه الشديد عليه


عن ابن إسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم : أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم - لما التقى الناس يوم بدر - : يا رسول الله ، ألا نبني لك عريشاً فتكون فيه وننيخ إليك ركائبك ، ونلقى عدونا فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا ، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك فتلحق بمن وراءنا ؟ فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له ، فبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش ، فكان فيه أبو بكر ما معهما غيرهما .

- وأيضاً مقالته السابقة لليهود الذين كانوا يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم : عليكم لعنة الله ، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه .


من مناقبه



1) اهتز لموته عرش الرحمن

عن جابر رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " . وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، فقال رجل لجابر : فإن البراء يقول : اهتز السرير فقال : إنه كان بين هذين الحيين ( الأوس والخزرج ) ضغائن ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدمنا من سفر فتلقونا بذي الحليفة ، وكان غلمان الأنصار يتلقون بهم إذا قدموا، فلقوا أُسَيْد بن حضير فنعوا إليه امرأته فتقنع يبكي ، قالت : فقلت له : سبحان الله ، أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك في السابقة ما لك تبكي على امرأة ، فكشف عن رأسه فقال : صدقت ، لعمرو الله والله ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، قالت له : وما قال ؟ قال : قال : لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ ، قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .


2) وفتحت لوفاته أبواب السماء

عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد : " هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه " .


3) وشيعه سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض قبل اليوم

عن سعد بن أبي وقاص قال : ... فقال قائل من المنافقين : ما رأينا كاليوم ، ما حملنا نعشاً أخف منه قط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد ابن معاذ ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم " .


4) وصاحب ضغطة القبر التي كشفها الله عنه


عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ " .

وعن ابن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره - يعني سعد بن معاذ – فاحتبس ، فلما خرج قيل : يا رسول الله ، ما حبسك ؟ قال : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله فكشف عنه " .


5) مناديله في الجنة أحسن من الحرير

عن أنس رضي الله عنه قال : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال : " والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا " .


6) داره من أول دور الأنصار في الخير

عن أبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله أنهما سمعا أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير دور الأنصار ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " دار بنى عبد الأشهل وهم رهط سعد بن معاذ " ، قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : " ثم بنو النجار" ، قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : " ثم بنو الحارث بن الخزرج " ، قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : " ثم بنو ساعدة " ، قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : " في كل دور الأنصار خير " .

فبلغ ذلك سعد بن عبادة فقال : ذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أربعة أدور ؛ لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقال له رجل: أما ترضى أن يذكركم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأربعة ؟ فو الله لقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أكثر ممن ذكر ، قال : فرجع سعد .


7) وهو من أفضل داره

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعباد بن بشر . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .


8) وصاحب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة


عن معمر عن صاحب له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ : " اللهم سدد رميته وأجب دعوته " .

وعن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد وهو يكيد بنفسه : " جزاك الله خيراً من سيد قوم صدقت الله ما وعدته وهو صادقك ما وعدك " .


بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم


1) في الخندق


عن أبي معشر قال : جاء الحارث بن عوف وعيينة بن حصن فقالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق : نكف عنك غطفان على أن تعطينا ثمار المدينة ، قال : فراوضوه حتى استقام الأمر على نصف ثمار المدينة ، فقالوا : اكتب بيننا وبينك كتاباً ، فدعا بصحيفة قال : والسعدان ( سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ) جالسان ، فأقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : أشيء أتاك عن الله ليس لنا أن نعرض فيه ؟ قال : لا ، ولكني أردت أن أصرف وجوه هؤلاء عني ويفرغ وجهي لهؤلاء ، قال : قالا له : ما نالت منا العرب في جاهليتنا شيئاً إلا بشرى أو قرى .


2) يعوده صلى الله عليه وسلم


عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب .


3) أفطر عندكم الصائمون


عن عبد الله بن الزبير قال : أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ فقال : " أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة " .


4) فإنما الاستئذان من النظر


عن هزيل بن شرحبيل قال : أتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه وهو مستقبل الباب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا : يا سعد فإنما الاستئذان من النظر .


بعض المواقف من حياته مع الصحابة

مع علي رضي الله عنه


عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك ، قال : فقال له علي : لم تر ذلك؟ قال : فو الله ما أنا بواحد من الرجلين ، ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء ، ولا أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم ، فقال سعد : فإني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن في ذلك فرجاً ، قال : فأقول ماذا ؟ قال : تقول : جئت خاطباً إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فانطلق علي فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بنفل حصر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كأن لك حاجة يا علي ؟ قال: أجل ، جئت خاطباً إلى الله ورسوله فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مرحباً ، كلمة ضعيفة ثم رجع علي إلى سعد بن معاذ فقال له : ما فعلت ؟ قال فعلت الذي أمرتني به فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة ، فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق ؛ إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده ، عزمت عليك لتأتينه غداً فتقولن يا نبي الله متى تبنيني ، قال علي : هذه أشد من الأولى أوَلا أقول : يا رسول الله حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك ، فانطلق علي فقال : يا رسول الله ، متى تبنيني ؟ قال : الثالثة إن شاء الله .


مع أنس بن النضر


عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال : يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع ، فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم ، فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ، قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنه برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون . رواه البخاري


مع ثابت بن قيس


عن أنس بن مالك أنه قال : لما نزلت هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " إلى آخر الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال : أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال : يا أبا عمرو ، ما شأن ثابت أشتكى ؟ قال سعد : إنه لجاري وما علمت له بشكوى ، قال : فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار ، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل هو من أهل الجنة " . رواه مسلم


مع عمرو بن أقيش


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن عمرو بن أقيش كان له رب في الجاهلية فكره أن يُسلم حتى يأخذه ، فجاء يوم أحد فقال : أين بنو عمتي ؟ فقالوا : بأحد . فقال : أين فلان ؟ قالوا : بأحد . قال : أين فلان ؟ قالوا : بأحد ، فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم ، فلما رآه المسلمون قالوا : إليك عنا يا عمرو ، قال : إني آمنت ، فقاتل حتى جرح ، فحمل إلى أهله جريحاً ، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته : سليه ، حمية لقومك ؟ أو غضباً لهم ؟ أم غضباً لله ورسوله ؟ فقال : بل غضباً لله ورسوله ، فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .


مع محمد بن مسلمة


عن عبد الحميد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس عن أبيه عن جده قال : كان كعب بن الأشرف يقول الشعر ويخذل عن النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج في غطفان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من لي بابن الأشرف فقد آذى الله ورسوله ؟ فقال محمد بن مسلمة الحارثي : أنا يا رسول الله ، أتحب أن أقتله ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ائت سعد بن معاذ فاستشره ، قال : فجئت سعد بن معاذ فذكرت ذلك له فقال : امض على بركة الله واذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس بن معاذ وبعباد بن بشر الأشهلي وبأبي عبس بن جبر الحارثي وبأبي نائل سلكان بن قيس الأشهلي .


أثره في الآخرين ( دعوته )



- دعا قبيلته كلها حين أسلم فأسلمت ، وقد ورد ذكر هذا في قصة إسلامه بما يغني عن إعادته هنا .


بعض كلماته


عن عائشة قالت : خرجت يوم الخندق اقفوا أثر الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه ، فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم قالت : فمر وهو يرتجز ويقول :


لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل

وقال حين أصابه ابن العرقة فقطع أكحله : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها ؛ فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه ، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة .

وعن الماجشون قال : قال سعد بن معاذ : ثلاث أنا عما سواهنّ ضعيف: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا علمت أنه حق ، ولا صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفتل عنها ، ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما إياه قائلة ومقول لها .

وقال حين أظهر إسلامه : من شك فيه ( في الإسلام ) من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به ؛ فو الله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب .


موقف الوفاة


عن جابر قال : رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار ، فانتفخت يده فتركه فنزف الدم فحسمه أخرى ، فانتفخت يده فلما رأى ذلك قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة ، فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فأرسل إليهم فقال : تقتل رجالهم وتستحيى نساؤهم وذراريهم ، فغنم المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصبت حكم الله فيهم " وكانوا أربع مائة ، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات .


متى توفي - أين دفن ؟


قال ابن سعد في الطبقات : فرُمِي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة ؛ فمات من رميته تلك وهو يومئذ بن سبع وثلاثين سنة ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودفن بالبقيع .

 

 







التوقيع

اذا اعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكرا..
بل
قل الآتى..


اللهم أغفر لها ولوالديها ماتقدم من ذنبهم وماتأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الانبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم أمين....

قديم 06-09-2009, 04:06 PM   رقم المشاركة : 86
(غصن الزيتون)
 
الصورة الرمزية أم عبد الله

من مواضيعه :
0 غيّر نظرتك
0 حساب الانحراف المعياري من البيانات المبوبة
0 هل من مشمر؟؟؟؟
0 المواضيع المميزة بقسم موسوعة رياضيات
0 إمتحان أحيــاء وراثة ( للمتفوقين) 2009





أم عبد الله غير متصل

أم عبد الله is on a distinguished road

شكراً: 536
تم شكره 820 مرة في 491 مشاركة

افتراضي








الشيخ الألبانى



العلامة الشيخ



العلامة الشيخ ناصر الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.












مولده ونشأته




ولد شيخ الإسلام الألباني في مدينة أشقدورة، عاصمة ألبانيا، عام 1914، في أسرة فقيرة متدينة، فقد تخرج أبوه نوح نجاتي من المعاهد الشرعية في استنبول، وبعد أن تولى الملك أحمد زوغو الحكم هاجر أبوه إلى دمشق، بدأ شيخ الإسلام المهاجر دراسته في مدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية بدمشق، استمر على ذلك حتى أشرف على نهاية المرحلة الابتدائية، وفي هذه الأثناء هبت أعاصير الثورة السورية بالفرنسيين الغزاة، وأصاب المدرسة حريق أتي عليها، ونظرا لسوء رأي والده في الدراسة النظامية أخرجه من المدرسة ووضع له برنامجا علميا مركزا فقام بتعليمه القرآن والتجويد والصرف والفقه الحنفي، كما أنه تلقى بعض العلوم الدينية والعربية على بعض الشيوخ من أصدقاء والده مثل الشيخ سعيد البرهاني إذ قرأ عليه كتاب (مراقي الفلاح) وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.










تعلمه الحديث






أخذ الشيخ إجازة في الحديث من الشيخ راغب الطباخ، علامة حلب في زمانه، وذلك إثر مقابلة له بواسطة الأستاذ محمد المبارك الذي ذكر للشيخ الطباخ ما يعرفه من إقبال الفتى على علوم الحديث وتفوقه فيها، فلما استوثق من ذلك خصه بإجازته.

وكان قد توجه للحديث وهو في العشرين من عمره متأثرا بالأبحاث التي كان يكتبها محمد رشيد رضا في مجلة المنار. يقول شيخ الإسلام الألباني: (أول ما ولعت بمطالعته من الكتب القصص العربية كالظاهر وعنترة والملك سيف وما إليها. ثم القصص البوليسية المترجمة كأرسين لوبين وغيرها، وذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءا من مجلة المنار فاطلعت عليه ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب الإحياء للغزالي، ويشير إلى محاسنة ومآخذه.. ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على الإحياء ورأيتني أسعى لاستئجاره لأني لا أملك ثمنه. ومن ثم أقبلت على قراءة الكتب، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه) أخذ الشيخ عن والده صناعة إصلاح الساعات حتى صار من أهل الشهرة فيها، وأخذ يكسب رزقه منها، ثم ترك يومين فقط لهذا العمل أما باقي الأيام فكان في المكتبة الظاهرية يدرس وينهمك في المطالعة طوال اليوم،
لقد كان لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأثر الكبير في توجيه الألباني علما وعملا، فتوجه نحو المنهج الصحيح، وهو التلقي عن الله ورسوله فقط، مستعينا بفهم الأئمة الأعلام من السلف الصالح دون تعصب لأحد منهم أو عليه. وإنما كان رائده الحق حيث كان، ولذلك بدأ يخالف مذهبه الحنفي الذي نشأ عليه، وكان والده رحمه الله يعارضه في مسائل كثيرة في المذهب، فبين له الشيخ أنه لا يجوز لمسلم أن يترك العمل بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ما ثبت عنه وعمل به بعض الأئمة لقول أحد من الناس، كائنا من كان، ويذكر له أن هذا هو منهج أبي حنيفة وغيره من الأئمة الكرام رحمهم الله.













يتبع
..

.

 

 







الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أم عبد الله على المشاركة المفيدة:
 (07-09-2009)
قديم 06-09-2009, 04:17 PM   رقم المشاركة : 87
(غصن الزيتون)
 
الصورة الرمزية أم عبد الله

من مواضيعه :
0 الزئبق
0 التفاعلات الكيميائية
0 برنامج رسم الدوال
0 تحليل الانحدار أو تحليل الارتباط Regression analysis
0 الأساليب الحديثة في نقل المعرفة العلمية





أم عبد الله غير متصل

أم عبد الله is on a distinguished road

شكراً: 536
تم شكره 820 مرة في 491 مشاركة

افتراضي







مؤلفاته







وقد أثرى المكتبة الإسلامية بعدد كبير من المؤلفات على رأسها سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة وكتاب "صفة صلاة النبي" والذي لقي رواجا كبيرا بين شباب الصحوة الإسلامية.










نشره للعلم





وحين تمكن الإمام من العلم بدأ يتصل بالناس ينشر الدعوة، فقد رفع الإمام راية التوحيد والسنة وزار الكثيرين من المشايخ في دمشق، وجرت بينه وبينهم مناقشات في مسائل التوحيد والتعصب للمذاهب والبدع، وتابع الحساد وجهلة المتنطعين والجواسيس والوشاة والمعارضين لمنهجه، حتى ألقي به في السجن عام 1967 لمدة شهر وفي وقت لاحق لمدة ست شهور، وحين تم تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة وقع اختيار سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ-رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس الجامعة آنذاك-على شيخ الإسلام ليتولى تدريس الحديث وعلومه.

ومن آثار الإمام الألباني رحمه الله على الجامعة أنه وضع القاعدة لمادة الإسناد، وسبق كل الجامعات الموجودة بذلك، إلا لإخلاصه أثارت عليه الحاقدين من بعض أساتذة الجامعة فكادوا له ووشوا به عند المسؤولين ولفقوا عليه الدسائس والافتراءات حتى أجبرت الجامعة على الاستغناء عنه.










رحلاته





هاجر شيخ الإسلام حفظه الله من دمشق إلى عمان في رمضان عام 1400هـ، ثم اضطر للخروج منها عائدا إلى دمشق ومن هناك إلى بيروت، ثم هاجر إلى الإمارات حيث استقبله محبيه من أهل السنة والجماعة وحل ضيفا على جمعية دار البر، فكانت أيامهم معه أيام علم ونصح وإرشاد وإنهاك في العلم، وإبان إقامة الشيخ في الإمارات تمكن من السفر إلى الدول الخليجية المجاورة والتقى في قطر الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي، ثم عاد إلى دمشق، وكانت آخر زيارة له لدولة الإمارات في عام 1989، وحين نزل ضيفا على جمعية دار البر ألقى الدروس في مزرعة رئيس الجمعية، وسمي المسجد التابع للمزرعة مسجد الإمام الألباني، تخليدا لذكرى زيارته، وفي رمضان عام 1419هـ فرح المسلمون بإعطاء شيخ الإسلام جائزة الملك فيصل وهذا تقدير وعرفان من المملكة العربية السعودية لما قام به الشيخ من خدمة للإسلام والمسلمين










مناقبه وفضائله





كان الشيخ رحمه الله متبعا لمنهج السلف متخلقاً بأخلاقهم وجعل نصب عينيه قول الله ورسوله في كل شيء، فكان لا يستحي من الحق، يعلنها في كتبه ومحاضراته، وهذه خصلة حميدة طيبة، كقول أبي حنيفة رحمه الله: (نحن قوم نقول القول اليوم ونرجع فيه غدا، ونقوله غدا ونرجع فيه بعد غد كلنا خطاء إلا صاحب هذا القبر). وهذا مما جعل لشيخ الإسلام الألباني محبين في كل مكان من عالمنا الإسلامي الكبير، وحسده كثير من جانب آخر.












يتبع


..

.

 

 







الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أم عبد الله على المشاركة المفيدة:
 (07-09-2009)
قديم 06-09-2009, 04:21 PM   رقم المشاركة : 88
(غصن الزيتون)
 
الصورة الرمزية أم عبد الله

من مواضيعه :
0 كتاب Geometry Concepts and Applications
0 المنطق القياسي، قياس العدد بالحرف، نظرية العدد ..
0 حكمة اليوم
0 الديناميكا البراونية Brownian dynamics
0 نماذج امتحانات الوزارة وإجاباتها النموذجية للغة





أم عبد الله غير متصل

أم عبد الله is on a distinguished road

شكراً: 536
تم شكره 820 مرة في 491 مشاركة

افتراضي








ثناء العلماء عليه






قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)


وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين: (إنه حريص جدا على العمل بالسنة ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل. ومن متابعتك لمؤلفاته تعرف عنه ذلك وأنه ذو علم جم في الحديث والرواية والدراية وأن الله تعالى قد نفع بما كتبه كثيرا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد)



وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: (عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن، ألا وهو أستاذي محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله وبارك فيه)

و قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى: (لو أن شهادات أهل العصر من شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر اجتمعت، فصيغ منها شهادة واحدة، ثم وضعت على منضدة تاريخ العلماء فإني أحب أن تكون شهادة صادقة في عالم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين)



وقال الشيخ مقبل الوادعي: (والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]


ومن الشعر الذي قيل فيه:

إن الذي ينصـر شريعة ربـنا
ينصر كـما قـالـه الوحيـان

ولقد رأينا من محقق عصـرنا
أعني المحـدث نـاصر الألباني

ذاك الذي تسـعى حثيثا ضده
ياظالما فارجع عـن العصـيان

قام الألى يتعصـبون لمـذهب
وطريقة وعـقيـدة الـكهـان

قـام الألى يتعصبون لمـذهب
ووظيفة فيها الحطـام الفـاني

قـام الجميع وأعلنوها ثـورة
بالسب والتشنيـع في البلـدان

قـامت قيامتهم وقام جميعهم
والشيـخ ناصر ثـابت الأركان

نشر العلوم بعصرنا يا حبذا
مـن ناشـر لشريعة الـرحمــن

تـرك التعصب للمذاهب كلها
مدح الأئمة شـيعة الـرحمـن

نفـع الإله بعلمه رغـم الذي
قد قاله ذو الحقـد والأضغــان

قــالوا قريض الشعر قلت أحـبه
لا سيمـا في ناصر الألباني

علــم الزمان فلست أزري حقه
شيخ المشايخ ذو النهي الرباني

فهو المجـدد للزمان وقـد أتى
خبر صحيـح ينتهي للــداني

في كـل آونـة يقـوم معلـم
يدعو لشرعة ربنا الـرحمن

فهو الإمام إّذا الأئمـة عـددوا
لا شك عندي والذي سوانـي

وهو الذي أضحى فريد زمانه
بالفقه والتحـديث والقـرآن

كم ذب عن سـنن النبي محمد
المصـطفى المختار من عدنان

كـم حارب البدع التي شوهت
وجه الشريعة بالأذى الفتان

يدعو إلى التوحيد والتقوى وكم
قال اتبـع نبينــا العدنـان

فرض وحتم لازم لا نهتدي
في غـيره إن صح في الميزان








المصدر :::: موقع المرجع الشامل

..

.

 

 







التوقيع




بأبى وأمى يارسول الله

وأحسن منك لم تر قط عين * * * وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرءا من كـل عيـــب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء
قديم 07-09-2009, 05:02 AM   رقم المشاركة : 89
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية ضحية الرياضيات

من مواضيعه :
0 عجائب الله في التمر
0 انتبهوا العلكة اخطر من التدخين
0 القرآن يحسب سرعة الضوء قبل ان يتمكن العلماء
0 الفرق بين شتائنا وشتائهم
0 أجمل القصائد التي أعجبتني (واحة الشعر)






ضحية الرياضيات غير متصل

ضحية الرياضيات is on a distinguished road

شكراً: 482
تم شكره 244 مرة في 148 مشاركة

افتراضي



نفيسة بنت الحسن
( نفيسة العلم والمعرفة )



نسبها



في مكة المكرمة ، ولدت نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن أبي طالب ، وكان ذلك اليوم السعيد بعد مائة وخمسة وأربعين عاماً من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم (عام 145هـ ) .


أهم ملامح شخصيتها



كانت من العابدات الزاهدات القانتات لله ، كما كانت مصباحاً أضاء الطريق للسالكين الحيارى ، وقدوة احتذاها أهل التقوى والإيمان .

وفي البلد الحرام عاشت نفيسة مع أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتأثرت بهم ، وسارت على منهجهم ؛ فحفظت القرآن الكريم ، وأقبلت على فهم آياته وكلماته ، كما حفظت كثيراً من أحاديث جدها صلى الله عليه وسلم .
نظرت نفيسة إلى الدنيا ، فوجدتها فانية زائلة ، فأعرضت عنها ، وزهدت فيها ، وأقبلت بوجهها إلى الله ، تستغفره ، وتتوسل إليه ، وتطلب منه العفو والغفران ، ولما بلغت نفيسة مبلغ الشابات ؛ تقدم لخطبتها ابن عمها إسحق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق ، فرضيته زوجاً لها .

وفى المدينة المنورة ، عاشت نفيسة آمنة مطمئنة ، وفتحت بيتها لطلاب العلم ، تروي لهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفتيهم في أمور دينهم ودنياهم ، حتى أطلقوا عليها اسم : " نفيسة العلم والمعرفة " .


حياتها في مصر


وفي عام مائة وثلاثة وتسعين من الهجرة ( 193هـ ) ، وصلت نفيسة إلى مصر بصحبة والدها وزوجها ، واستقرت في الفسطاط بدار ابن الجصاص وهو من أعيان مصر ، وقد اُستقبلت استقبالاً حافلاً ، وسرّ أهل البلاد بقدوم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واستمرت نفيسة في حياة الزهد والعبادة ، تقوم الليل ، وتصوم النهار، حتى طلب منها زوجها ذات يوم أن ترفق بنفسها ، فقالت : " من استقام مع الله ، كان الكون بيده وفي طاعته ." وكانت تعرف أنها لكي تفوز بجنة الخلد ، فلابد لها أن تجتهد في العبادة ، وأن تبتعد عن ملذات الدنيا ، تقول : " لا مناص من الشوك في طريق السعادة ، فمن تخطاه وصل " .

وداومت نفيسة على زيارة بيت الله الحرام ، وقيل : إنها أدت شعائر الحج ثلاثين مرة ، تذهب إلى هناك تتطهر من ذنوبها ، وتجدد العهد مع الله على الطاعة ، والاستجابة لأوامره ، والابتعاد عن كل ما يغضبه ، ثم تعود إلى مصر .
وكانت عظيمة القدر والمكانة عند أهل مصر، فكانوا يذهبون إليها ، يلتمسون عندها العلم والمعرفة ، بل كان يقصد دارها كبار العلماء ، فقد تردد عليها الإمام الشافعي ، فكانت تستقبله من وراء حجاب ، وتناقشه في الفقه وأصول العبادة وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .

وحين مرض الإمام الشافعي أرسل إليها يطلب الدعاء له بالشفاء ، لكنه مات بعد أيام بعد أن أوصى أن تُصلي عليه نفيسة ، فصلت عليه بعد أن صلى عليه الرجال ، وحزنت من أجله . وكانت تُجير المظلوم ، ولا تستريح حتى ترفع الظلم عنه ، فقد استجار بها رجل ثري من ظُلم بعض أولي الأمر، فساعدته في رفع الظلم عنه ، ودعت له ، وعاد مكرماً معززاً ؛ فأهداها مائة ألف درهم شكراً لها واعترافاً بفضلها ، فوزعتها على الفقراء والمساكين ، وهي لا تملك ما يكفيها من طعام يومها .


وفاتها


وبعد سبع سنوات من الإقامة في مصر، مرضت نفيسة ، فصبرت ورضيت ، وكانت تقول :

" الصبر يلازم المؤمن بقدر ما في قلبه من إيمان ، وحسب الصابر أن الله معه ، وعلى المؤمن أن يستبشر بالمشاق التي تعترضه ، فإنها سبيل لرفع درجته عند الله ، وقد جعل الأجر على قدر المشقة ، والله يُضاعف لمن يشاء ، والله واسع عليم ." وتقول أيضاً : " لقد ذُكر الصبر في القرآن الكريم مائة وثلاث مرات ، وذلك دليل على قيمة الصبر وعلو شأنه وحُسن عاقبته " .

ولما أحست نفيسة أن النهاية قد اقتربت ، أرسلت إلى زوجها إسحاق المؤتمن ، تطلب منه الحضور وكان بعيداً عنها .
وفى صحن دارها ، حفرت قبرها بيدها ، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيراً ، حتى إنها قرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءاً شديداً .

وكانت نفيسة صائمة كعادتها ، فألحوا عليها أن تفطر رفقًاً بها ، وهي في لحظاتها الأخيرة ، لكنها صممت على الصوم برغم أنها كانت على وشك لقاء الله ، وقالت : واعجباً ، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة ، أأفطر الآن ؟! هذا لا يكون . ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام ، حتى وصلت إلى قوله تعالى : ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون . ) [ الأنعام : 127 ]

ففارقت الحياة ، وفاضت روحها إلى الله ، فبكاها أهل مصر ، وحزنوا لموتها حزناً شديداً ، وحينما حضر زوجها أراد أن ينقل جثمانها إلى المدينة ، لكن الناس منعوه ، ودفنت في مصر . فرحمة الله عليها .

 

 







التوقيع

اذا اعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكرا..
بل
قل الآتى..


اللهم أغفر لها ولوالديها ماتقدم من ذنبهم وماتأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار
وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الانبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم أمين....

الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ضحية الرياضيات على المشاركة المفيدة:
 (07-09-2009)
قديم 09-09-2009, 02:43 PM   رقم المشاركة : 90
(غصن الزيتون)
 
الصورة الرمزية أم عبد الله

من مواضيعه :
0 البحث العلمي ... والدول العربية
0 امتحانات ثاموية عامة فى الجيولوجيا
0 عتق من النار .. كل ليلة
0 طابعة الليزر
0 كتاب مقاييس وكنوز الرياضيات





أم عبد الله غير متصل

أم عبد الله is on a distinguished road

شكراً: 536
تم شكره 820 مرة في 491 مشاركة

افتراضي



هاجر أم العرب ( هاجر المصريه )


إضغط هنا


..

.

 

 







التوقيع




بأبى وأمى يارسول الله

وأحسن منك لم تر قط عين * * * وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرءا من كـل عيـــب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء
 

... صندوق محرر اللاتيك

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
UaeMath,since January 2003@