العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز
المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة

آخر 10 مشاركات
كتب الرياضيات العربية (الكاتـب : - - الوقت: 07:41 PM - التاريخ: 05-03-2013)           »          أتيتكم ببشرى خاصه بتلميذتكم منتداي العزيز :) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:02 PM - التاريخ: 06-07-2012)           »          كيف نحسب بعد الأرض عن الشمس بالرياضيات (الكاتـب : - - الوقت: 05:50 AM - التاريخ: 25-06-2012)           »          تجريب اللاتيك LaTex (الكاتـب : - - الوقت: 02:37 AM - التاريخ: 22-06-2012)           »          أخلاق المسلمين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:57 AM - التاريخ: 20-05-2012)           »          مسألة محددات أرجو المساعدة في حلها (الكاتـب : - - الوقت: 07:52 PM - التاريخ: 16-05-2012)           »          طريقة جميله لإيجاد قيمة اللوغاريتم بدون حاسبة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 02:59 AM - التاريخ: 16-05-2012)           »          كتاب قيم عن مسابقات الأولمبياد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 01:33 AM - التاريخ: 04-12-2009)           »          س 6 : اتصال (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:39 PM - التاريخ: 03-12-2009)           »          امتحانات + الحل للثانوية العامة - مصر - 2008 (الكاتـب : - آخر مشاركة : - - الوقت: 11:25 PM - التاريخ: 03-12-2009)


العودة   منتديات الرياضيات العربية السـاحة العـامـة مـواضيـع عـامـة
التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم Files Upload Center الراديو

البث الإذاعي الحي Join WebHost4Life.com موقع بلّغوا


 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-2009, 07:14 PM   رقم المشاركة : 31
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم ( 242 )
0 Int [ sin(ln x) . dx ]
0 حلول تمارين المعدلات الزمنية
0 لثقافة المسلم : الزكاة بطريقة السؤال والجواب
0 جواب سؤال فى الهندسة التحليلية






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


سكنى الجنة :
جاء أمر الله لآدم عليه السلام أن يسكن الجنة هو وزوجه فى ثلاث سور :
الأولى : " البقرة " ، قال سبحانه وتعالى:[ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين] (14) .
الثانية : " الأعراف " قال سبحانه وتعالى :[ ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ] (15) .
الثالثة : " طه " قال سبحانه وتعالى:[ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى] (16)(17) .
ولعل أول ما يلاحظه الباحث فى هذه النصوص الثلاثة أن الأمر بالسكنى فى الجنة جاء صريحاً فى آيتى البقرة والأعراف . وخولف ذلك فى سورة طه لأن ما فيها نصح وتحذير لآدم وزوجه من إغواء الشيطان لهما . لأنه لهما عدو . فجاء قوله تعالى :(فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى( دليلاً على تمكنهما من الجنة حيث نهاهما الله أن يخرجهما منها الشيطان .
وفى سورة طه ـ كذلك ـ تفصيل لمظاهر النعيم التى كانا ينعمان بها فى الجنة . ويقابل هذا التفصيل فى البقرة والأعراف الإذن لهما بأن يتمتعا بما شاءا حيث كانا فيها مع زيادة وصف الأكل ب " الرغد " فى سورة البقرة .
كما يلاحظ أن آية البقرة قد صدرت بقوله :[وقلنا يا آدم ] ، أما الأعراف فقد حُذف منها القول وصدرت بالنداء وحده :(ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ] ، كما صدرت آية طه بالقول مسبوقاً بالفاء دون الواو كما فى البقرة :[ فقلنا يا آدم أن هذا عدو لك ولزوجك] .
ولعل السر فى ذلك أن القول فى البقرة عطف على نظيره فى صدر الآية السابقة :[ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ] .
أما فى سورة الأعراف فقد حُذف القول . وبُدىءَ فى خطاب آدم بالنداء لأنه قد سبق عليه قوله تعالى :[ قال اخرج منها مذءوما مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين] (18) . فلو قال بعده : " وقلنا .." لتوهم متوهم أن " قال " فى الآية السابقة ليست من قول الله لإسناده إلى ضمير الغائب وإسناد " قلنا " لضمير المتكلم ، وقد عرفنا حرص القرآن على إسناد القول إلى ضمير المتكلم فى موضع الأمر بالسكنى لآدم وزوجه .
والأظهر هنا أن الواو للاستئناف فى:( ويا آدم اسكن( حتى تظهر المغايرة التامة بين مأمور بالخروج مذءوماً مدحوراً ، ومأمور بالتمكن معززاً مكرماً .
أما العطف فى سورة طه ب " الفاء " :[ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ] فَلِمَا فى " الفاء " من الترتيب والتعقيب . وما تفيده كذلك من معنى السببية . إذ تقدَّم عليها امتناع إبليس عن السجود له .
فأبان العطف ب " الفاء " ترتب نصح الله لآدم على امتناع إبليس عن السجود . وأن ذلك حدث دونما فصل بين الامتناع والنصح ـ هذا من حيث الترتيب والتعقيب ـ أما من حيث السببية فإن كون إبليس ممتنعاً عن السجود لآدم . فذلك سبب فى أنه عدوهما والحقود عليهما .

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:15 PM   رقم المشاركة : 32
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 Int [ sin(ln x) . dx ]
0 رقم (229)
0 لثقافة المسلم : حكم الفرقة الضالة المنكرة للسنة
0 من المشترك اللفظي في القرآن
0 رقم ( 267 )






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


**** وسوسة الشيطان لهما وما ترتب عليها :
وهذه المرحلة من القصة قد اشتركت فى الحديث عنها مجموعة من السور هى : " البقرة " قال سبحانه وتعالى :[ فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ] (19) .
" الأعراف " قال سبحانه وتعالى :[ فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ] (20) .
تلك هى مواضع ورود مرحلة وسوسة الشيطان لآدم وزوجه . حسداً منه وحقداً عليهما على أن بقيا فى الجنة وطرد منها .
**** والذى نلاحظه هنا أمور :
أولاً : أن السورتين المكيتين اتفقتا فى التفصيل والتعبير عن إغواء الشيطان لهما بالوسوسة ، بينما عبرّت عنه السورة المدنية بالإزلال . كما جاءت فيها المعانى مجملة .
ثانياً : أن التفصيل فى كلتا السورتين المكيتين ـ مع اختصاص الأعراف بنصيب وافر فيه ـ صور لنا لقطات هامة هى : الغرض من الوسوسة ـ أسلوب الخداع الذى سلكه اللعين فى الإضلال ، وهذا الأسلوب اعتمد على الإغراء والتأكيد بالقسم ـ بدو سوءات آدم وحواء ـ اجتهادهما فى سترها بورق الجنة ، تأنيب الله لهما على ما بدر منهما . ومخالفتهما نصحه .
ثالثاً : أن سورة البقرة وطه اتفقتا فى الإشارة إلى توبة الله عن آدم واجتبائه له وانفردت سورة الأعراف بالحديث عن تندمهما ودعائهما ربهما بالمغفرة والرحمة . فكأن ما فى البقرة وطه من الإشارة إلى التوبة واجتباء الله لآدم استجابة لذلك الدعاء الذى انفردت به الأعراف خاصة وأن كلا من السورتين ـ طه والبقرة ـ نزلتا بعد الأعراف . إذ أن الأعراف هى السورة الثانية التى تحدثت عن قصة آدم بعد سورة " ص " ، وهذا يفسر لنا سر التفصيل فيها لهذه المرحلة أكثر مما ورد فى طه . وهى قسيمتها فيه ..
****أمر الله لهم بالهبوط إلى الأرض :
وهذه مرحلة جاءت فى بعض المصادر دون بعضها .. ومصادر ورودها هى : " البقرة " قال سبحانه وتعالى :[ قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ] (21) .
" الأعراف " قال سبحانه وتعالى :[ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون
وفيها تموتون ومنها تخرجون] (22) .
" طه " قال سبحانه وتعالى :[ قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإمّا يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ] (23) .
من التأمل والمقارنة بين هذه النصوص يخرج الباحث بما يأتى :
أولاً : أن الأمر بـ "الهبوط " جاء بصيغة الجمع فى البقرة والأعراف لأن المخاطب ثلاثة : آدم وزوجه وإبليس .
وجاء بصيغة التثنية فى طه . ولعل سره أن المأمور بالهبوط فريقان : آدم وزوجه فريق ، وإبليس فريق آخر .
ثانياً : أن الأمر فى البقرة وطه قد اقترن ضمير المخاطب فيه بالتوكيد بلفظ : " جميعاً " ولم يرد ذلك فى الأعراف .
ثالثاً : أن التصريح بـ " ثبوت العداوة بينهم " أمر مشترك بين الأعراف وطه ، أما آية البقرة هنا فقد خلت منه . لأنها جاءت تأكيداً بالهبوط للآية التى قبلها . وفيها صرح الله بثبوت تلك العداوة . فاكتفى بها .
رابعاً : أن ترقب هدى الله قد صرح به فى كل من البقرة وطه .. ولم يأت فى الأعراف إطلاقاً .
خامساً : أن بيان أن من اتبع الهدى [ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ، أو :[ فلا يضل ولا يشقى ] من خصائص سورتى البقرة وطه مع اختصاص طه بشئ من التفصيل إذا ما قورنت بالبقرة . هذا البيان لم يرد فى الأعراف . لأنه تابع لترقب الهدى الذى لم يرد فيها كما مر .
سادساً : التصريح بـ : " الاستقرار فى الأرض والتمتع فيها إلى حين " من خصائص سورتى البقرة والأعراف . مع اختصاص الأعراف بشرح تفصيلى لأدوار سنة الله التى سيخضعون لها فى الأرض قال :[ فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ] (24) .
ولكل من هذه الفروق دواع ومقتضيات يطول بنا الحديث لو تتبعناها على أن هناك فروقاً دقيقة بين الألفاظ المتقابلة فى هذه المواضع . نضرب مثلاً بواحد منها .
فقد جاء فى سورة البقرة :[ فمن تبع هداى ] (25) .
وجاء فى سورة طه :[ فمن اتبع هداى ] (26) .
الفعل " تبع " مخفف فى البقرة ومشدد فى طه . يقول جماعة إن تشديد الاتباع لسبق التصريح بمعصية آدم . وقد سبقه أيضاً الا تباع مشدداً فى نفس السورة فى قوله تعالى :[ يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له ] (27) .
وفى توجيه التشديد وعدمه آراء أُخر لعل هذا أقواها .
وتوجيه آخر أراه حرياً بالقبول ، هو أن القرآن فى مكة كان يتجه كثيراً نحو القوة والعنف لغلظة القوم وتماديهم فى الضلال . بخلاف المدنى الذى يميل إلى الهدوء والشرح والتفصيل .
هذه آخر مرحلة يتحدث عنها العهد المكى ـ مرحلة الهبوط من الجنة والاستقرار فى الأرض ـ وقد اشترك العهد المدنى معه فى بيان هذه المراحل مع الفروق التى لحظناها بين النصوص جميعاً .
لكن بقى هناك شئ هام . وهام جداً لم ترد إليه إشارة واحدة فى العهد المكى ، وإنما استأثر به العهد المدنى . شئ هام تكاد حكاية القصة فى المدينة تختلف به عن حكايتها فى مكة اختلافاً أساسياً . أن العهد المدنى قد أضاف جديداً إلى هذه القصة .. فما هو ذلك الجديد ؟
****

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:16 PM   رقم المشاركة : 33
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم ( 291 )
0 لهواة تربية أسماك الزينة
0 رقم (276)
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين فى الجبر
0 حلول تمارين هندسة تحليلية وقطوع مخروطية






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


الجديد فى القصة فى العهد المدنى :
إن الجديد الذى ورد فى العهد المدنى عناصر بارزة فى القصة أرجأها الله تعالى فلم ترد فى المكى . وهى تتمثل فيما يلى :
أولاً : جاء فيه أنه قال للملائكة :[ إنى جاعل فى الأرض خليفة] (28)
ولم يقل لهم كما قال فى المكى :[ إنى خالق بشراً من طين] (29) . ـ مثلاً ـ كما فى سورة " ص " .
وجعل آدم خليفة مرحلة أرقى من خلقه ولاحقة به فى الوجود .
ثانياً : جاء فيه أن الملائكة تعجبوا من هذا الجعل وبنوا تعجبهم على وصفين فى المجعول . ووصفين فيهم .
أما الوصفان اللذان فى المجعول : فكونه مفسداً فى الأرض وسافكاً للدماء وأما الوصفان اللذان فيهم : فكونهم مسبحين بحمد الله ومقدسين له ، فردَّ الله عليهم بأنه يعلم ما لا يعلمون .
ثالثا : وجاء فيه تعليم الله آدم الأسماء كلها و مسسمياتها وأعده بذلك لمباراة بينه وبين الملائكة ليتحقق له الانتصار عليهم .
رابعاً : وجاء فيه أن الله عرض المسميات على الملائكة وطلب منهم أن ينبئوه بها فلم يستطيعوا وفوَّضوا الأمر إلى الله مسبحين له .
خامساً : وجاء فيه أن الله أمر آدم أن ينبئهم بالأسماء ففعل . فلما أنبأهم بأسمائهم قال الله لهم :[ ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون] (30) .
وأول ما يلاحظه الباحث ـ هنا ـ أن نص السورة ( البقرة ) حين اشتمل على معان جديدة لم ترد فى غيره قبلاً . كما وضحناها آنفاً . واشتمل على معان تحدثت عنها السور المكية ، فإنه فى بناء القصة فى المدينة قدم القرآن المعانى الجديدة ، وبعد الفراغ منها ساق المعانى التى وردت فى العهد المكى . وبذلك اكتمل بناء القصة ولم يعدْ فيها موضع لإضافة جديدة .
فى المدنى كانت عبارة :[ إنى جاعل فى الأرض خليفة] (31) بديلاً عن عبارة :[ إنى خالق بشراً] (32) .
لأن العهد المكى كان عهد تكوين فى كل شىء .. تكوين للعقيدة الصالحة ، تكوين للأخلاق الإنسانية الفاضلة ، تكوين لجماعة تؤمن بالحق وترفض الباطل . فناسبه من قصة آدم( مراحل التكوين الأولى . مراحل الخلق والإيجاد من الطين أو الصلصال والحمأ المسنون .
أما " الجعل " فمناسب للعهد المدنى لأنه طور لاحق للإيجاد والخلق . ولأن مفعوله خليفة ، والخلافة مجعولة لآدم متنقلة فى ذريته جيلاً بعد جيل لأن فى الجعل معنى التحويل من شىء إلى شىء .
قال العلاَّمة العمادى (33) فى تفسير أول سورة الأنعام :
" والجعل هو الإنشاء والإبداء كالخلق . خلا أنه مختص بالإنشاء التكوينى وفيه معنى التقدير والتسوية . وهذا عام له كما فى ــــــ
قوله تعالى :[ وجعل الظلمات والنور] (34) ، وللتشريع كما فى قوله سبحانه وتعالى :[ ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام] (35) . وأيّاً ما كان فهو إنباء عن ملابسة مفعوله بشىء آخر يكون فيه أو له أو منه "
فالخلق لا يُطلق إلا على الإيجاد والإبداع . أما الجعل فقد يُستعمل فى معنى الخلق . وقد يفارق ذلك المعنى إلى معان أخرى كما ذكره العمادى . ولذلك وضع بإزاء الخلافة لأن الخلافة مجعولة لا مخلوقة .
ومن ملاءمات القصة فى البقرة للعهد المدنى أن اليهود كانوا فى المدينة وهم أهل كتاب . ولهم بماضى الأمم وحقائق الخلق دراية . فجاءهم القرآن بتفاصيل دقيقة من جعل الخلافة لآدم . ومحاورة الملائكة ربهم . وتعليم آدم الأسماء ، وعجز الملائكة عن التنبؤ بها ، وتحقيق ذلك لآدم .
ومن تلك الملاءمة أيضاً قوله سبحانه وتعالى :[ إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون] (36) .
فهذه العبارة تؤدى إلى جانب المقصود منها معنى آخر هو تهديد ظاهرة النفاق التى جدَّت فى المدينة ولم تعرف عنها مكة شيئاً .
فيها تهديد لهم بكشف أسرارهم وإظهار خفاياهم لأن النفاق يقوم على كتمان الكفر وإظهار الإيمان والطاعة .
**** ملاحظة مهمة أخرى :
ومن الملاحظات المهمة فى نصوص القصة كلها فى جميع مصادرها أن بعض المعانى تُذكر مع بعض معيَّن . فإذا لم يُذكر ذلك البعض المعيَّن لم يذكر ـ كذلك ـ ما جرى المنهج القرآنى على ذكره معه .
فسؤال الله إبليس عن عدم السجود يُذكر معه بعد اعتذاره طلب إبليس من ربه أن يجعله من المنظرين . ويُذكر معه ـ كذلك ـ إعلان إبليس تصديه لإضلال الناس إلا عباد الله المخلصين .
وهذا المعنى جاء فى كل من سور " ص " ـ والحجر ـ والإسراء . ولم يرد فى هذه السور الثلاث الأمر لهم بالهبوط من الجنة إلى الأرض .
وإذا ذُكر الهبوط من الجنة إلى الأرض ، ذُكر معه ترقب الهُدى . فمن اتبعه هَداه إلى الحق . ومَن خالفه هلك .
وقد ذُكر هذا المعنى فى سورتى " البقرة " و" طه " . ولم يختلف هذا المنهج إلا فى الأعراف حيث ذُكر فيها الهبوط ولم يُذكر ترقب الهُدى . ولعل السر فى ذلك أن " طه " نزلت بعد " الأعراف " مباشرة فأرجى ذلك إليها .
كذلك فإن إعلان توبة الله على آدم قرينة ذكر الهُدى وترقبه ذلك فى " البقرة " و" طه ".
إن المنهج القرآنى يسير على اعتبارات دقيقة فى بناء القصة وائتلاف أجزائها ، وتظهر هذه الجوانب الحكيمة كلما أطال الباحث النظر فى نصوصه وقارن ودرس واستنتج .
وفوق هذه العناصر المشتركة بين كل النصوص ، ثم المشتركة بين مجموعة دون أخرى ، نجد لكل ملامح خاصة لم تأت فيما عداه . فما هى إذن ؟
**** الملامح الخاصة بكل مصدر من مصادر قصة آدم :
نضرب مثلاً ، ولا نستقصى . وليكن ذلك بحسب وضع السور فى المصحف ولنبدأ بسورة البقرة .
إن العهد بهذه السورة ليس ببعيد . إذ يكاد ما جاء بها يكون ملامح خاصة لها .. فليس فيها مكرر سوى أمر السجود والهبوط وترقب الهُدَى . وما عدا ذلك فخاص بها .
وسورة الأعراف : اختصت فيما به بذكر تندم آدم وحواء ودعائهما الله بالمغفرة والرحمة وإلا كانا من الخاسرين .
وسورة الحجر : اختُصت بذكر الصلصال والحمأ المسنون . وبذكر الأبواب السبعة للنار وأن لكل باب جزءاً مقسوماً .
وسورة الإسراء : اختُصت بوضع مقولة إبليس موضع إبائه السجود . وبالتصريح بحقده على آدم :[ أرأيتك هذا الذى كرمت علىَّ] (37) . وبالإمداد له فى الضلال ، وأن يجلب عليهم بخيله ورجله ، وأن يشاركهم فى الأموال والأولاد . وأن وعده لهم ما هو إلا غرور .
وسورة الكهف : اختُصت بوصف إبليس بأنه كان من الجن وأنه فسق عن أمر ربه وبإنكار أن يتخذ هو وذريته أولياء من دون الله .
وسورة طه : اختُصت بإجمال جامع ورد على وجه التمهيد للقصة :[ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً ] (38) .
وبتفصيل النعيم الذى سيلقاه آدم وحواء فى الجنة . وبأن الله اجتبى آدم وهداه .
وسورة " ص " : اختُصت بقوله سبحانه وتعالى:[ لما خلقت بيدى ] (39) . . إلى غير هذه الأمور التى يطول بنا الحديث لو تتبعناها جزئية جزئية . وكم فى هذه النصوص من الحكم والأسرار ؟
****

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:17 PM   رقم المشاركة : 34
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين فى الجبر
0 رقم (243)
0 رقم (292)
0 جواب سؤال فى مسار حركة جسيم
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين انشاءات هندسية






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


لماذا اختلفت أساليب الحكاية والمحكى عنه واحد :
هذا سؤال نعيده مرة أخرى بعد أن أشرنا إليه فى مدخل البحث . فما جوابه إذن ؟

الجواب :
أولاً : أن الاختلاف راجع فى الأغلب إلى اختلاف الأحوال . ففى كل عبارة جاءت على نهج معيَّن رعاية ومناسبة لمقام الحديث . ويتصل بهذا المظهر من مظاهر التحدى حيث يكون المعنى الأصلى
واحداً . وتحدث بتكراره زيادات ومعان ثانية لم يزدد بها إلا حلاوة وطلاوة .
على خلاف المعهود فى بلاغة الناس . فإن التكرار فيه يُعرَّضه للقوة والضعف والتهافت وإن وُفَّقَ فى موضع خُذِلَ وسقط فى موضع آخر .
ثانياً : الفروق اللفظية التى يجئ عليها المكرر عندما نبحث عن أسرارها يتجلى لنا بوضوح لماذا آثر القرآن لفظاً على لفظ . وأسلوباً على أسلوب مما يؤدى فى النهاية إلى الإقرار اليقينى بإعجاز القرآن .
ثالثاً : يقول الإمام البقاعى فى تفسيره سورة البقرة : " إن المقصود من حكاية القصص فى القرآن إنما هى المعانى . فلا يضر اختلاف اللفظ إذا أدى جميعها ولم يكن هناك تناقض . فإنها كانت حين وقوعها بأوفى المعانى ، ثم إن الله تعالى يُعبِّر لنا فى كل سورة يذكر القصة فيها بالألفاظ المناسبة للمعانى ، ويطرح ما لا يقتضيه المقام (40) .
**** خلاصة :
ذلك هو جانب التكرار فى القرآن الكريم . فليأت قصاصو العالم بأدب مثله ، وليرنا الطاعنون أين موضع العيب فيما جاء فى القرآن مكرراً ؟ وإلا فكفى لغواً .
فإن كانوا مكابرين قلنا لهم :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها . وأوهى قرنه الوعل
وإن كانوا ضالين قلنا لهم :
وإذا كنت لم تر الهلال فسلم لأُناس رأوه بالأبصار



--------------------------------------------------------------------------------



(1) الأعراف : 11 .
(2) الحجر : 26-28 .
(3) طه : 115 .
(4) الآية 29 من سورة " الحجر " وهى نفس الآية 72 من سورة " ص " .
(5) الكهف : 50 .
(6) الأعراف : 12 ـ 18 .
(7) الحجر : 32 ـ 44 .
(8) ص : 75 ـ 85 .
(9) الإسراء : 61-65 .
(10) الحجر : 33 .
(11) المفردات : ص284 .
(12) الحجر : 28 .
(13) الرحمن : 14-15 .
(14) البقرة : 35 .
(15) الأعراف : 19 .
(16) الراجح فى إفراد الخطاب هنا ـ كما أرى ـ هو أن آدم بما يحمل من مسئولية القوامة وتدبير أمر الأسرة يكون أول من يشعر بالشقاء .
(17) طه : 117-119 .
(18) الأعراف : 18 .
(19)البقرة : 36 ـ 37 .
(20) الأعراف 20 ـ 22 .
(21) البقرة : 38 ـ 39 .
(22) الأعراف : 24- 25 .
(23) طه : 123 ـ127 .
(24) الأعراف : 25 .
(25) البقرة : 38 .
(26) طه 123 .
(27) المناهج الجديدة فى تفسير آيات الله المجيدة ً 79 ـ الدكتور عبد الغنى الراجحى ـ والآية من سورة طه : 108 .
(28) البقرة : 30 .
(29) ص : 71 .
(30) البقرة : 33 .
(31) البقرة : 30 .
(32) ص : 71 .
(33) هو العلاَّمة أبو السعود صاحب التفسير المشهور بـ " إرشاد العقل السليم " .
(34) الأنعام : 1.
(35) المائدة : 103 .
(36) البقرة : 33 .
(37) الإسراء : 62 .
(38) طه : 115 .
(39) ص : 75 .
(40) المناهج الجديدة فى تفسير آيات الله المجيدة ص 39- الدكتور عبد الغنى الراجحى .

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:18 PM   رقم المشاركة : 35
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم ( 268 )
0 رقم ( 295 )
0 عالم الجن بين الحق والباطل
0 رقم ( 261 )
0 استعمالاتنا اللغوية وتصويبها






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


9- الكلام المنسوخ


النسخ فى اللغة هو الإزالة والمحو ، يقال: نسخت الشمسُ الظلَّ ، يعنى أزالته ومحته ، وأحلت الضوء محله.
ثم تطورت هذه الدلالة فأصبح النسخ يطلق على الكتابة ، سواء كانت نقلاً عن مكتوب ، أو ابتدأها الكاتب بلا نقل.
والنُّساخ أو الوراقون هم جماعة من محترفى الكتابة كانوا ينسخون كتب العلماء (ينقلون ما كتب فيها فى أوراق جديدة فى عدة نسخ ، مثل طبع الكتب الآن).
أما النسخ فى الشرع فله عدة تعريفات أو ضوابط ، يمكن التعبيرعنها بالعبارة الآتية:
" النسخ هو وقْفُ العمل بِِحُكْمٍٍ أَفَادَه نص شرعى سابق من القرآن أو من السنة ، وإحلال حكم آخر محله أفاده نص شرعى آخر لاحق من الكتاب أو السنة ، لِحكمة قصدها الشرع ، مع صحة العمل بحكم النص السابق ، قبل ورود النص اللاحق (1) والنسخ موجود بقلة فى القرآن الكريم ، مثل نسخ حبس الزانيات فى البيوت حتى الموت ، وإحلال الحكم بالجلد مائة ، والرجم حتى الموت محل ذلك الحبس (2).
النسخ و وروده فى القرآن ، على أن القرآن ليس وحياً من عند الله. ونذكر هنا عبارة لهم صوَّروا فيها هذه الشبهة:
" القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية ، يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه ، مع أن كلام الله الحقيقى لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ ؛ لأن الناسخ والمنسوخ فى كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه ، فالإنسان القصير النظر هو الذى يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف.
لكن الله يعلم بكل شىء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغير كلامه ويبدله وينسخه ويزيله ؟
ليس الله إنساناً فيكذب ، ولا ابن إنسان فيندم ؟!
* الرد على الشبهة:
نحن لا ننكر أن فى القرآن نسخاً ، فالنسخ موجود فى القرآن بين ندرة من الآيات ، وبعض العلماء المسلمين يحصرها فيما يقل عن أصابع اليد الواحدة ، وبعضهم ينفى نفياً قاطعاً ورود النسخ فى القرآن (3).
أما جمهور الفقهاء ، وعلماء الأصول فيقرونه بلا حرج ، وقد خصصوا للنسخ فصولاً مسهبة فى مؤلفاتهم فى أصول الفقه ، قل من لم يذكره منهم قدماء ومُحْدَثين. والذى ننكره كذلك أن يكون وجود النسخ فى القرآن عيباً أو قدحاً فى كونه كتاباً منزلاً من عند الله. ذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار.
إن الناسخ والمنسوخ فى القرآن ، كان إحدى السمات التربوية والتشريعية ، فى فترة نزول القرآن ، الذى ظل يربى الأمة ، وينتقل بها من طور إلى طور ، وفق إرادة الله الحكيم ، الذى يعلم المفسد من المصلح ، وهو العزيز الحكيم.
أما ما ذكرتموه من آيات القرآن ، ساخرين من مبدأ الناسخ والمنسوخ فيه فتعالوا اسمعوا الآيات التى ذكرتموها فى جداول المنسوخ والناسخ وهى قسمان:
أحدهما فيه نسخ فعلاً (منسوخ وناسخ).
وثانيهما لا ناسخ فيه ولا منسوخ فيه ، ونحن نلتمس لكم العذر فى هذا " الخلط " لأنكم سرتم فى طريق لا تعرفون كيفية السير فيه.
القسم الأول: ما فيه نسخ:
من الآيات التى فيها نسخ ، وذكروها فى جدول الناسخ والمنسوخ الآيتان التاليتان: (واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) (4).
ثم قوله تعالى: (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله 000 ) (5).
هاتان الآيتان فيهما نسخ فعلاً ، والمنسوخ هو حكم الحبس فى البيوت للزانيات حتى يَمُتْنَ ، أو يجعل الله لَهُنَّ حكماً آخر.
وكان ذلك فى أول الإسلام. فهذا الحكم حكم حبس الزانية فى البيت ، حين شرعه الله عز وجل أومأ فى الآية نفسها إلى أنه حكم مؤقت ، له زمان محدد فى علم الله أزلاً. والدليل على أن هذا الحكم كان فى علم الله مؤقتاً ، وأنه سيحل حكم آخر محله فى الزمن الذى قدره الله عز وجل هو قوله: (أو يجعل الله لهن سبيلاً (. هذا هو الحكم المنسوخ الآن وإن كانت الآية التى تضمنته باقية قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.
أما الناسخ فهو قوله تعالى فى سورة "النور" فى الآية التى تقدمت ، وبين الله أن حكم الزانية والزانى هو مائة جلدة ، وهذا الحكم ليس عامّا فى جميع الزناة. بل فى الزانية والزانى غير المحصنين. أما المحصنان ، وهما اللذان سبق لهما الزواج فقد بينت السنة قوليًّا وعمليًّا أن حكمهما الرجم حتى الموت.
وليس فى ذلك غرابة ، فتطور الأحكام التشريعية ، ووقف العمل بحكم سابق ، وإحلال حكم آخر لاحق محله مما اقتضاه منهج التربية فى الإسلام.
ولا نزاع فى أن حكم الجلد فى غير المحصنين ، والرجم فى الزناة المحصنين ، أحسم للأمر ، وأقطع لمادة الفساد.
وليس معنى هذا أن الله حين أنزل عقوبة حبس الزانيات لم يكن يعلم أنه سينزل حكماً آخر يحل محله ، وهو الجلد والرجم حاشا لله.
والنسخ بوجه عام مما يناسب حكمة الله وحسن تدبيره ، أمَّا أن يكون فيه مساس بكمال الله. فهذا لا يتصوره إلا مرضى العقول أو المعاندين للحق الأبلج الذى أنزله الله وهذا النسخ كان معمولاً به فى الشرائع السابقة على شريعة الإسلام.
ومن أقطع الأدلة على ذلك ما حكاه الله عن عيسى عليه السلام فى قوله لبنى إسرائيل: (ولأحل لكم بعض الذى حُرِّم عليكم) (6).
وفى أناجيل النصارى طائفة من الأحكام التى ذكروها وفيها نسخ لأحكام كان معمولاً بها فى العهد القديم.
ومثيروهذه الشبهات ضد القرآن يعرفون جيداً وقوع النسخ بين بعض مسائل العهد القديم والعهد الجديد. ومع هذا يدعون بإصرار أن التوراة والأناجيل الآن متطابقان تمام الانطباق (7).
ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان:
(يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) (8).
وقوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) (9).
والآيتان فيهما نسخ واضح. فالآية الأولى توجب مواجهة المؤمنين لعدوهم بنسبة (1: 10) ، والآية الثانية توجب مواجهة المؤمنين للعدو بنسبة (1: 2).
وهذا التطور التشريعى قد بين الله الحكمة التشريعية فيه ، وهى التخفيف على جماعة المؤمنين فى الأعباء القتالية فما الذى يراه عيباً فيه خصوم الإسلام ؟
لو كان هؤلاء الحسدة طلاب حق مخلصين لاهتدوا إليه من أقصر طريق ، لأن الله عزوجل لم يدع مجالاً لريبة يرتابها مرتاب فى هاتين الآيتين. لكنهم يبحثون عن " العورات " فى دين أكمله الله وأتم النعمة فيه ، ثم ارتضاه للناس ديناً.
وقد قال الله فى أمثالهم:
(ولو نزلنا عليك كتاباً فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) (10).
ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان:
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيةً لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج...) (11).
وقوله تعالى:(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً...) (12).
أجل ، هاتان الآيتان فيهما نسخ ؛ لأن موضوعهما واحد ، هو عدة المتوفى عنها زوجها.
الآية الأولى: حددت العدة بعام كامل.
والآية الثانية: حددت العدة بأربعة أشهر وعشر ليال.
والمنسوخ حكماً لا تلاوة هو الآية الأولى ، وإن كان ترتيبها فى السورة بعد الآية الثانية.
والناسخ هو الآية الثانية ، التى حددت عدة المتوفى عنها زوجها بأربعة أشهر وعشر ليال ، وإن كان ترتيبها فى السورة قبل الآية المنسوخ حكمها.
وحكمة التشريع من هذا النسخ ظاهرة هى التخفيف ، فقد استبعدت الآية الناسخة من مدة العدة المنصوص عليها فى الآية المنسوخ حكمها ثمانية أشهر تقريباً ، والمعروف أن الانتقال من الأشد إلى الأخف ، أدعى لامتثال الأمر ، وطاعة المحكوم به.. وفيه بيان لرحمة الله عز وجل لعباده. وهو هدف تربوى عظيم عند أولى الألباب.
القسم الثانى:
أما القسم الثانى ، فقد ذكروا فيه آيات على أن فيها نسخاً وهى لا نسخ فيها ، وإنما كانوا فيها حاطبى ليل ، لا يفرقون بين الحطب ، وبين الثعابين ، وكفى بذلك حماقة.

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:19 PM   رقم المشاركة : 36
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين هندسة مستوية
0 رقم (247)
0 رقم ( 273 )
0 رقم (248)
0 لثقافة المسلم : الصيام بطريقة السؤال والجواب‏






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


وها نحن نعرض نموذجين مما حسبوه نسخاً ، وهو أبعد ما يكون عن النسخ.

النموذج الأول:
(لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) (13).
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (14).
زعموا أن بين هاتين الآيتين تناسخاً ، إحدى الآيتين تمنع الإكراه فى الدين ، والأخرى تأمر بالقتال والإكراه فى الدين وهذا خطأ فاحش ، لأن قوله تعالى (لا إكراه فى الدين) سلوك دائم إلى يوم القيامة.
والآية الثانية لم ولن تنسخ هذا المبدأ الإسلامى العظيم ؛ لأن موضوع هذه الآية " قاتلوا " غير موضوع الآية الأولى: (لا إكراه فى الدين).
لأن قوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) له سبب نزول خاص. فقد كان اليهود قد نقضوا العهود التى أبرمها معهم المسلمون. وتآمروا مع أعداء المسلمين للقضاء على الدولة الإسلامية فى المدينة ، وأصبح وجودهم فيها خطراً على أمنها واستقرارها. فأمر الله المسلمين بقتالهم حتى يكفوا عن أذاهم بالخضوع لسلطان الدولة ، ويعطوا الجزية فى غير استعلاء.
أجل: إن هذه الآية لم تأمر بقتال اليهود لإدخالهم فى الإسلام. ولو كان الأمر كذلك ما جعل الله إعطاءهم الجزية سبباً فى الكف عن قتالهم ، ولاستمر الأمر بقتالهم سواء أعطوا الجزية أم لم يعطوها ، حتى يُسلموا أو يُقتلوا وهذا غير مراد ولم يثبت فى تاريخ الإسلام أنه قاتل غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام.
ومثيرو هذه الشبهات يعلمون جيداً أن الإسلام أقر اليهود بعد الهجرة إلى المدينة على عقائدهم ، وكفل لهم حرية ممارسة شعائرهم ، فلما نقضوا العهود ، وأظهروا خبث نياتهم قاتلهم المسلمون وأجلوهم عن المدينة.
ويعلمون كذلك أن النبى (عقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون فى شبه الجزيرة العربية ، ثم أقرهم على عقائدهم النصرانية وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية والدينية.
وفعل ذلك مع بعض نصارى الشام. هذه الوقائع كلها تعلن عن سماحة الإسلام ، ورحابة صدره ، وأنه لم يضق بمخالفيه فى الدين والاعتقاد.
فكيف ساغ لهؤلاء الخصوم أن يفتروا على الإسلام ما هو برىء منه ؟
إنه الحقد والحسد. ولا شىء غيرهما ، إلا أن يكون العناد.
النموذج الثانى:
(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) (15).
(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) (16).
والآيتان لا ناسخ ولا منسوخ فيهما. بل إن فى الآية الثانية توكيداً لما فى الآية الأولى ، فقد جاء فى الآية الأولى: " فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "
ثم أكدت الآية الثانية هذا المعنى: (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)فأين النسخ إذن ؟.
أما المنافع فى الخمر والميسر ، فهى: أثمان بيع الخمر ، وعائد التجارة فيها ، وحيازة الأموال فى لعب الميسر " القمار " وهى منافع خبيثة لم يقرها الشرع من أول الأمر ، ولكنه هادنها قليلاً لما كان فيها من قيمة فى حياة الإنسان قبل الإسلام ، ثم أخذ القرآن يخطو نحو تحريمها خطوات حكيمة قبل أن يحرمها تحريماً حاسماً ، حتى لا يضر بمصالح الناس.
وبعد أن تدرج فى تضئيل دورها فى حياة الناس الاقتصادية وسد منافذ رواجها ، ونبه الناس على أن حسم الأمر بتحريمها آتٍ لا محالة وأخذوا يتحولون إلى أنشطة اقتصادية أخرى ، جاءت آية التحريم النهائى فى سورة المائدة هذه: (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) هذه هى حقيقة النسخ وحكمته التشريعية ، وقيمته التربوية ومع هذا فإنه نادر فى القرآن.



--------------------------------------------------------------------------------



(1) هذا التعريف راعينا فيه جمع ما تفرق فى غيره من تعريفات الأصوليين مع مراعاة الدقائق والوضوح.
(2) الجلد ورد فى القرآن كما سيأتى. أما الرجم فقد ورد قوليا وعمليا فى السنة ، فخصصت الجلد بغير المحصنين.
(3) منهم الدكتور عبد المتعال الجبرى وله فيه مؤلف خاص نشرته مكتبة وهبة بالقاهرة ، والدكتور محمد البهى ومنهم الشيخ محمد الغزالى.
(4) النساء: 15.
(5) النور: 2.
(6) آل عمران: 50.
(7) انظر كتابنا " الإسلام فى مواجهة الاستشراق العالمى " طبعة دار الوفاء.
(8)الأنفال: 65.
(9)الأنفال: 66.
(10) الأنعام: 7.
(11)البقرة: 240
(12) البقرة:234.
(13) البقرة: 256.
(14) التوبة: 29.
(15) البقرة: 219.
(16) المائدة: 90.

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:20 PM   رقم المشاركة : 37
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم ( 185 )
0 لثقافة المسلم : مصطلح الحديث - سؤال وجواب
0 رقم ( 287 )
0 رقم (301)
0 استعمالاتنا اللغوية وتصويبها






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


10- الكلام الغريب


فى القرآن كثير من الكلمات الغريبة ، وهاكم بعضاً منها: فاكهةً وأبًّا ، غسلين ، حنانا ، أوَّاه ، الرقيم ، كلالة ، مبلسون ، أخبتوا ، حنين ، حصحص ، يتفيؤا ، سربا ، المسجور ، قمطـرير ، عسعس ، سجيل ، الناقور ، فاقرة ، استبرق ، مدهامتان..
ونحـن نسـأل: أليسـت هــذه الألفـاظ الغريبة مخـالفة للسـليم من الإنشاء.. ؟!
* الرد علىالشبهة:
لا وجود فى القرآن لكلمة واحدة من الغريب حقّا ، كما يعرفه اللغويون والنقاد.
فالغريب ـ الذى يعد عيباً فى الكلام ، وإذا وجد فيه سلب عنه وصف الفصاحـة والبلاغـة ـ هو ما ليس له معنى يفـهم منـه على جهة الاحتمال أو القطع ، وما ليس له وجود فى المعاجم اللغوية ولا أصل فى جذورها.
والغريب بهذا المعنى ليس له وجود فى القرآن الكريم ، ولا يحتج علينا بوجود الألفاظ التى استعـملت فى القرآن من غير اللغة العربية مثل: إستبرق ، وسندس ، واليم ، لأن هذه الألفاظ كانت مأنوسة الاستعمال عند العرب حتى قبل نزول القرآن ، وشائعة شيوعاً ظاهراً فى محادثاتهم اليومية وكتاباتهم الدورية.
وهى مفردات وليست تراكيب. بل أسماء مفردة لأشخاص أو أماكن أو معادن أو آلات.
ثم إنها وإن لم تكن عربية الأصل ، فهى ـ بالإجماع ـ عربية الاسـتعمال. ومعـانيها كانت ـ وما تزال ـ معـروفة فى القـرآن ، وفى الاستعمال العام.
ومنها الكلمات التى ذكروها مما هو ليس عربيّا ، مثل:غسلين ، ومعناها: الصديد ، أى صديد أهل النار ، وما يسيل من أجسادهم من أثر الحـريق ، ولما كان يسيل من كل أجسامهم شبه بالماء الذى يُغسَل به الأدران. أما بناؤه على: فعلين فظاهر أنه للمبالغة. ومثل: " قمطريرا " ومعناها: طويلاً ، أو شديداً. ومثل: " إستبرق " ومعناهـا: الديباج. وهكذا كل ما فى القرآن من لغة غير عربية الأصل فهى عربية الاستعمال بألفاظها ومعانيها. وكانت العرب تلوكها بألسنتها قبل نزول القرآن.
واستعـارة اللغات من بعضـها من سنن الاجـتماع البشرى ودليل على حيوية اللغة. وهذه الظاهرة فاشية جدّا فى اللغات حتى فى العصر الحديث. ويسميها اللغويون بـ " التقارض " بين اللغات ، سواء كانت لغات سامية أو غيرها كالإنجليزية والألمانية والفرنسية وفى اللغة الأسبانية كلمات مستعملة الآن من اللغة العربية.
أما مااقترضته اللغة العربية من غيرها من اللغات القديمة أو ما له وجود حتى الآن فقد اهتم به العلماء المسلمون ونصوا عليه كلمة كلمة ، وأسـموه بـ " المعـرَّب " مثل كتاب العلامة الجواليقى ، وقد يسـمونه بـ " الدخيل " هذا بالنسبة لما ذكروه من الكلمات غير العربية الأصل ، التى وردت فى القرآن الكريم.
أما بقية الكلمات فهى عربية الأصل والاستعمال ولكن مثيرى هذه الشبهات قوم يجهلون فكلمة " حنان " لها جذر لغوى عربى ، يقال: حنَّ ، بمعنى. رق قلبه ومال إلى العطف على الآخرين. والمضارع: يحن والمصدر: الحنان والحنين ، وقد يستعملان استعمال الأسماء.
ومنه قول الشاعر:
حننت إلى ريَّا ونفسك باعـدت * مزارك من رياء ونفساكما معا
وأما " أوَّاه " فهو اسـم فاعـل من " التـأوُّه " على صيغـة المبالغة " فعَّال ".
وكذلك " حصحص " ومعناه: ظهر وتبيَّن.
ومنه قـول الشــاعر العـربى القديم:
من مُبْلغٌ عنى خِداشاً فإنـه * كذوب إذا ما حصحص الحق كاذب
أما الناقـور فهو اسـم من " النقر " كالفاروق من الفراق.
وحتى لو جارينا هؤلاء الحاقدين ، وسلمنا لهم جدلاً بأن هذه الكلمات غريبة ؛ لأنها غير عربية ، فإنها كلمات من " المعرَّب " الذى عرَّبه العرب واستعملوه بكثرة فصار عربيّا بالاستعمال. ومعانيه معروفة عند العرب قبل نزول القرآن. وما أكثر الكلمات التى دخلت اللغة العربية ، وهجر أصلها وصارت عربية. فهى إذن ـ ليست غريبة ، لأن الغريب ما ليس له معنى أصلاً ، ولا وجود له فى المعاجم اللغوية ، التى دونت فيها ألفاظ اللغة.
* * *

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:21 PM   رقم المشاركة : 38
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 حلول تمارين هندسة مستوية للمتفوقين
0 لثقافة المسلم : حكم الفرقة الضالة المنكرة للسنة
0 رقم (276)
0 رقم (301)
0 رقم ( 241 )






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


قد يقـال: كيف تنكـرون " الغريب " فى القرآن ، وهو موجود باعتراف العلماء ، مثل الإمام محمد بن مسلم بن قتيبة العالم السنى ، فقد وضع كتاباً فى " غريب القرآن " وأورده على وفق ما جاء فى سور القرآن سورة سورة ؟
وكذلك صنع السجستانى وتفسيره لغريب القرآن مشهور.
ومثله الراغب الأصفهانى فى كتابه " المفردات " فى شرح غريب القرآن.
ثم الإمام جلال الدين السيوطى ، العالم الموسوعى ، فله كتاب يحمل اسم " مبهمات القرآن ".
ألا يُعد ذلك اعترافاً صـريحاً من هؤلاء الأئمة الأفذاذ بورود الغريب فى القرآن الكريم ؟ ومن العلماء المحدثين الشيخ حسنين مخلوف ، مفتى الديار المصـرية فى النصف الأول من القـرن العشـرين ، وكتـابه " كلمات القرآن لا يجهله أحد ".
كما أن جميع مفسرى القرآن قاموا بشرح ما رأوه غريباً فى القرآن. فكيف يسوغ القول ـ الآن ـ بإنكار وجود الغريب فى القرآن أمام هذه الحقائق التى لا تغيب عن أحد ؟
من حق غير الملم بفقه هذه القضية ـ قضية الغريب ـ أن يسألوا هذا السؤال ، ومن واجبنا أن نجيب عليه إجابة شافية وافية بعون الله وتوفيقه.

والجـواب:
هذا السؤال جدير بأن نستقصى جوانب الإجابة عليه لوجاهته وأهميته. فنقول مستمدين الهداية والتوفيق من الله العلى الحكيم.
فأولاً: إن الغـريب الذى نسـب فى كـتب العـلماء ـ رضى الله عنهم ـ إلى القرآن ، إنما هو غريب نسبى وليس غريباً مطلقاً.
فالقرآن فى عصر الرسالة ، وعصر الخلفاء الراشدين كان مفهوماً لجميع أصحاب رسول. صلى الله عليه وسلم ولم يرد فى رواية صحيحة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غاب عنهم فهم ألفاظ القرآن من حيث الدلالة اللغوية البحتة ، وكل ما وردت به الرواية أن بعضهم سأل عن واحد من بضعة ألفاظ لا غير. وهى روايات مفتقرة إلى توثيق ، وقرائن الأحوال ترجح عدم وقوعها ، والألفاظ المسئول عنها هى:
غسلين ، قسورة ، أبّا ، فاطر ، أوَّاه ، حنان. وقد نسبوا الجهل بمعانى هذه الكلمات إما إلى عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ، وإما إلى ابن عباس رضى الله عنهما ، وكلا الرجلين أكبر من هذه الاتهامات.
ومما يضعف إسناد الجهل إلى عمر رضى الله عنه ، بمعنى كلمة " أبًّا " أن عمر كما تقـول الرواية سأل عن معـناها فى خـلافته ، مع أن سـورة " عبس " التى وردت فيها هذه الكلمة من أوائل ما نزل بمكة قبل الهجرة ، فهل يُعقَلُ أن يظل عمر جاهلا بمعنى " أبًّا " طوال هذه المدة (قرابة ربع قرن) ؟
أما ابن عباس رضى الله عنه فإن صحت الرواية عنه أنه سأل عن معانى " غسلين " و " فاطر " فإنه يحتمل أنه سأل عنها فى حداثة سنه. ومعروف أن ابن عباس كان معروفاً بـ " ترجمان القرآن " ومعنى هذا أنه كان متمكناً من الفقه بمعانى القرآن ، وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له قائلاً: [اللهم فقهه فى الدين ، وعلمه التأويل].
هذا فيما يتعلق بشأن الروايات الواردة فى هذا الشأن.

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:22 PM   رقم المشاركة : 39
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 لثقافة المسلم : حكم الفرقة الضالة المنكرة للسنة
0 رقم ( 240 )
0 لثقافة المسلم : الإخبار بأحداث آخر الزمان
0 رقم (248)
0 رقم ( 261 )






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


أما فيما يتعـلق بالمؤلفات قديماً وحديثاً حول ما سمى بـ " غريب القرآن " فنقول:
إن أول مؤلف وضع فى بيان غريب القرآن هو كتاب " غريب القرآن " لابن قتيبة (فى القرن الثالث الهجرى) وهذا يرجح أن ابن قتيبة ، لم يكتب هذا الكتاب للمسلمين العرب ، بل كان القصد منه هو أبناء الشعوب غير العربية التى دخلت فى الإسلام ، وكانوا يتحدثون لغات غير اللغة العربية.
أما مسلموالقرنين الأول والثانى الهجريين ، والنصف الأول من القرن الثالث ، فلم يكن فيها ـ فيما نعـلم ـ كتب حول بيان غريب القرآن ، سوى تفســير عبـد الله بن عباس ـ رضى الله عنه ـ ، وكتاب " مجازات القرآن " لأبى عبيدة معمر بن المثنى (م 210هـ) وهما أعنى تفـسير ابن عباس ، ومجازات أبى عبيدة ، ليسا من كتب الغريب ، بل هما: محاولتان مبكرتان لتفسير القرآن الكريم مفردات وتراكيب (1).
ولما تقادم الزمن على نزول القرآن ، وضعف المحصول اللغوى عند الأجيال اللاحقة ، قام بعض العلماء المتأخرين ـ مثل: الراغب الأصفهانى ، صاحب كتاب " مفردات القرآن " ، وجـلال الدين السيوطى ، صاحب كتاب " مبهمات القرآن " ـ بوضع كتب تقرب كتاب الله إلى الفهم ، وتقدم بيان بعض المفردات التى غابت معانيها واستعمالاتها عن الأجيال المتأخرة.
وهذا يسلمنا إلى حـقيقة لاحـت فى الأفق من قبل ، نعيد ذكرها هنا فى الآتى:
إن ما يطلق عليه " غريب القرآن " فى بعض المؤلفات التراثية ومنها كتب علوم القرآن ، وما تناوله مفسرو القرآن الكريم فى تفاسيرهم ، هو غريب نسبى لا مطلق ، غريب نسبى باعتبار أنه مستعار من لغات أخرى غير اللغة العربية ، أو من لهجات عربية غير لهجة قريش التى بها نزل القرآن وغريب نسبى باعتبار البيئات التى دخلها الإسلام ، وأبناؤها دخلاء على اللغة العربية ، لأن لهم لغاتٍ يتحدثون بها قبل دخولهم فى الإسلام ، وظلت تلك اللغـات سائدة فيهم بعد دخولهم فى الإسلام وغريب نسبى باعتبار الأزمان ، حتى فى البيئات العربية ، لأن الأجيال المتأخرة زمناً ضعفت صلتهـم باللغة العربية الفصحى مفردات وتراكيب. وكل هذه الطوائف كانت ، وما تزال ، فى أمس الحاجة إلى ما يعينهم على فهـم القرآن ، وتذوق معانيه ، والمدخل الرئيس لتذوق معانى القرآن هو فهم معانى مفرداته ، وبعض أساليبه.
والغريب النسبى بكل الاعتبارات المتقدمة غريب فصيح سائغ ، وليس غريباً عديم المعنى ، أو لا وجود له فى معاجم اللغة ومصادرها ، وهذا موضع إجماع بين علماء اللغة والبيان ، فى كل عصر ومصر. ولا وزن لقول من يزعم غير هذا من الكارهين لما أنزل الله على خاتم أنبيائه ورسله.
مسائل ابن الأزرق
بقى أمر مهم ، له كبير صلة بموضوع " الغريب " فى القرآن ذلك الأمر هو ما عرف فى كتب الأقدمين بـ " مسائل ابن الأزرق " ونوجز القول عنها هنا إيجازاً يكشف عن دورها فى الانتصار للحق ، فى مواجهة مثيرى هذه الشبهات ومسائل ابن الأزرق مسطـورة فى كثير من كتب التراث مثـل ابن الأنبارى فى كتابه " الوقف " والطبرانى فى كتابه " المعجم الكبير " والمبرد فى كتابه " الكامل ". وجـلال الدين السـيوطى فى كتابه " الإتقان فى علوم القرآن " وغيرهم.
ولهذه المسائل قصة إيجازها: أن عبد الله بن عباس كان جالساً بجوار الكعبة يفسر القرآن الكريم ، فأبصره رجلان هما: نافع بن الأزرق ، ونجدة بن عويمر ، فقال نافع لنجدة " قم بنا إلى هذا الذى يجترئ على القرآن ويفسره بما لا علم له به. فقاما إليه فقالا له:
إنَّا نريد أن نسألك عن أشياء فى كتاب الله ، فتفسرها لنا ، وتأتينا بما يصادقه من كلام العرب. فإن الله أنزل القرآن بلسان عربى مبين.
فقال ابن عباس: سلانى عما بدا لكما. ثم أخذا يسألانه وهو يجيب بلا توقف ، مستشهداً فى إجاباته على كل كلمة ، " قرآنية " سألاه عنها بما يحفظه من الشعر العربى المأثور عن شعراء الجاهلية ، ليبين للسائلين أن القرآن نزل بلسان عربى مبين.

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


قديم 20-07-2009, 07:23 PM   رقم المشاركة : 40
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 رقم (292)
0 رقم ( 242 )
0 من المشترك اللفظي في القرآن
0 رقم (248)
0 رقم ( 262 )






أحمد سعد الدين غير متصل

أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


وكان الإمام جلال الدين السيوطى قد جمع هذه المسائل وذكر منها مائة وثمانٍ وثمانين كلمة ، وقد حرص على ذكر إجابات ابن عباس عليها رضى الله عنه ، وقال: إنه أهمل نحو أربع عشرة كلمة من مجموع ما سئل عنه ابن عباس (2).
وها نحن أولاء نورد نماذج منها ، قبل التعليق عليها ، ولماذا أشرنا إليها فى مواجهة هذه الشبهة التى تزعم أن ألفاظ الكتاب العزيز " غريبة " وغير مفهومة.
النموذج الأول: " عزين "
قال نافع بن الأزرق لابن عباس:
أخبرنى عن قوله تعالى: (عن اليمين وعن الشمال عزين) (3).
قال ابن عباس: عزين: الحلق من الرفاق. فسأله نافع: وهل تعرف العرب ذلك ؟
فقال ابن عباس: نعم ، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص:
فجاءوا يُهرعون إليه حتى يكونوا حول منسره عزينا
يعنى جماعات يلتفون حول الرسول(، وهو مشتق من الاعتزاء ، أى ينضم بعضهم إلى بعض ، قال الراغب فى المفردات: العزين: الجماعة المنتسب بعضها إلى بعض (4).
النموذج الثانى: " الوسيلة "
قال نافع: أخبرنى عن قوله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) (5). قال ابن عباس: الوسيلة: الحاجة ، قال نافع: وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال ابن عباس: نعم ، أما سمعـت قـول عنتــرة:
إن الرجال لهم إليك وسيلة
أن يأخذوك تكحلى وتخضبى
يعنى: اطلبوا من الله حاجاتكم. واستعمال الوسيلة فى معنى الحاجة كما فسرها ابن عباس فيها إلماح أن طريق قضاء الحوائج يكون إلى الله ؛ لإن معنى الوسيلة: الطريق الموصل إلى الغايات.
النموذج الثالث: " شرعةً ومنهاجاً "
وسأله نافع عن الشرعة والمنهاج فى قوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً ) (6). فقال ابن عباس: الشرعة: الدين ، والمنهاج: الطريق ، واستشهد بقول أبى سفيان الحارث بن عبد المطلب:
لقد نطق المأمون بالصدق والهدى
وبين للإسلام ديناً ومنهجاً.
النموذج الرابع: " ريشاً "
وسأله نافع عن كلمة " ريشاً " فى قوله تعالى: (يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يوارى سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير.. ) (7).
ففسره ابن عباس بالمال ، واستشهد بقول الشاعر:
فريشى بخير طـالما قد بريتنى
وخير الموالى من يريش ولا يبرى
النموذج الخامس: " كَبد "
وسأله نافع عن كلمة " كَبد " فى قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان فى كبد ) (8).
فقال ابن عباس: فى اعتدال واستقامة. ثم استشهد بقول لَبِيد بن ربيعة:
يا عين هلا بكيت أربد إذ قمنا وقام الخصوم فى كبد
وهكذا نهج ابن عباس فى المسائل الـ (188) التى وجهت إليه ، يجيب عنها بسرعة مذهلة ، وذاكرة حافـظة لأشعار العـرب ، وسـرعة بديهة فى استحضار الشواهـد الموافقة لفظاً ومعنى للكلمات القرآنية ، التى سئل عنها (9).
وهذا يؤكد لنا حقيقتين أمام هذه الشبهات التى أثارها الحاقدون ضد القرآن الكريم.
الأولى: كذب الادعاءات التى نسبت لابن عباس الجهل ببعض معانى كلمات القرآن.
الثانية: أن القرآن كله لا غريب فيه بمعنى الغريب الذى يعاب الكلام من أجله ، وأن نسبة الغريب إليه فى كتابات السلف ، تعنى الغريب النسبى لا الغريب المطلق ، وقد تقدم توضيح المراد من الغريب النسبى فى هذا المبحث ، باعتبار الزمان ، وباعتبار البيئة والمكان ، وأن ما وضعه القدماء من مؤلفات تشرح غريب القرآن إنما كان المقصود به إما أبناء الشعوب التى دخلت الإسلام من غير العرب. وإما للأجيال الإسلامية المتأخرة زمنا ، التى غابت عنها معانى بعض الألفاظ.
وقد يضاف إلى هذا كله الألفاظ المشتركة والمترادفة والمتضادة، والاحتمالية المعنى.
أما أن يكون فى القرآن غريب لا معنى له وغير مأنوس الاستعمال. فهذا محال ، محال.. والحمد لله رب العالمين.



--------------------------------------------------------------------------------



(1) هذا وقد ظهرت مؤلفات أخرى فى هذا الموضوع مثل " معانى القرآن " للفراء ، وغيره من الأقدمين. وهى ليست من كتب الغريب، بل لها مجالات بحث أخرى كالقراءات.
(2) الإتقان فى علوم القرآن. فصل ما يجب على المفسر لكتاب الله.
(3) المعارج: 37.
(4) ومنه قول العامة " عزوة " أى جماعة انظر حرفى العين والزاى فى كتاب الراغب.
(5) المائدة: 35.
(6) المائدة:48.
(7) الأعراف 26
(8) البلد: 4.
(9) انظر " الإعجاز البيانى للقرآن. د/عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ط: دار المعارف بالقاهرة.



--------------------------------------------------------------------------------

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين


 

... صندوق محرر اللاتيك

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.2, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
UaeMath,since January 2003@